والمفلج - بالجيم - مثله، ومعنى التعريف في " المفلحون " الدلالة على أن المتقين هم الناس أي: أنهم الذين إذا حصلت صفة المفلحين فهم هم كما تقول لصاحبك: هل عرفت الأسد، وما جبل عليه من فرط الإقدام؟ إن زيدا هو هو.
فصل فيمن احتج بالآية على مذهبه
هذه الاية يتمسك بها الوعيدية والمرجئة.
أما الوعيدية فمن وجهين:
الأول: أن قوله: { وأولئك هم المفلحون } يقتضي الحصر، فوجب فيمن أخل بالصلاة والزكاة أن لا يكون مفلحا، وذلك يوجب القطع بوعيد تارك الصلاة والزكاة.
الثاني: أن ترتيب الحكم على الوصف مشعر بكون ذلك الوصف علة لذلك الحكم، فيلزم أن تكون علة الفلاح في فعل الإيمان والصلاة والزكاة ، فمن أخل بهذه الأشياء لم تحصل له علة الفلاح، فوجب إلا يحصل الفلاح.
وأما المرجئة: فقد احتجوا بأن الله حكم بالفلاح على الموصوفين بالصفات المذكورة في هذه الآية، فوجب أن يكون الموصوف بهذه الأشياء مفلحا، وإن زنى وشرب الخمر وسرق، وإذا ثبت تحقق العفو في هذه الطائفة ثبت في غيرهم ضرورة؛ لأنه لا قائل بالفرق.
قال ابن الخطيب: والجواب أن كل واحد من الاحتجاجين معارض بالآخر، فيتساقطان.
والجواب عن قول الوعيدية: أن قوله: " أولئك هم المفلحون " يدل على أنهم الكاملون في الفلاح، فيلزم أن يكون صاحب الكبيرة غير كامل الفلاح، ونحن نقول بموجبه، فإنه كيف يكون كاملا في الفلاح، وهو غير جازم بالخلاص من العذاب، بل يجوز له أن يكون خائفا.
وعن الثاني: أن نفي السبب لا يقتضي نفي المسبب، فعندنا من أسباب الفلاح عفو الله تعالى.
Неизвестная страница