Лубаб Фи Улум Китаб
اللباب في علوم الكتاب
Редактор
الشيخ عادل أحمد عبد الموجود والشيخ علي محمد معوض
Издатель
دار الكتب العلمية - بيروت / لبنان
Номер издания
الأولى، 1419 هـ -1998م
سورا كذب بها المشركون، ثم أنزل سورة «البقرة» فقال: «ذلك الكتاب» يعني ما تقدم «البقرة» من السور لا شك فيه.
قال ابن الخطيب رحمه الله تعالى: سلمنا أن المشار إليه حاضر، لكن لا نسلم أن لفظة «ذلك» لا يشار بها إلا إلى البعيد.
بيانه: أن «ذلك» و «هذا» حرف إشارة، وأصلهما «ذا» لأنه حرف الإشارة، قال تعالى: {من ذا الذي} لبقرة: 245] .
ومعنى «ها» تنبيه، فإذا قرب الشيء أشير إليه فقيل: هذا، أي: تنبه أيها المخاطب لما أشرت إليه، فإنه حاضر معك بحيث تراه، وقد تدخل «الكاف» على «ذا» للمخاطبة، و «اللام» لتأكيد معنى الإشارة، فقيل: «ذلك» ، فكأن المتكلم بالغ في التنبيه لتأخر المشار إليه عنه، فهذا يدل على أن لفظة «ذلك» لا تفيد البعد في أصل الوضع، بل اختص في العرف بالفرس، وإن كانت في أصل الوضع متناولة لكل ما يدب على الأرض.
وإذا ثبت هذا فنقول: إنا نحمله ها هنا على مقتضى الوضع اللغوي، لا على مقتضى الوضع العرفي، وحينئذ لا يفيد البعد، ولأجل هذه المقارنة قام كل واحد من اللفظين مقام الآخر.
قال تعالى: {واذكر عبادنآ إبراهيم وإسحاق} [ص: 45] ، إلى قوله: {وكل من الأخيار} [ص: 48] ثم قال: {هذا ذكر} [ص: 49] وقال: {وعندهم قاصرات الطرف أتراب هذا ما توعدون} [ص : 52 - 53] .
وقال: {وجاءت سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيد} [ق: 19] .
وقال تعالى: {فأخذه الله نكال الآخرة والأولى إن في ذلك لعبرة لمن يخشى} [النازعات: 24 - 25] .
وقال تعالى: {ولقد كتبنا في الزبور} [الأنبياء: 105] وقال تعالى: {إن في هذا لبلاغا} [الأنبياء: 106] .
وقال: {فقلنا اضربوه ببعضها كذلك يحيي الله الموتى} [البقرة: 73] [أي هكذا يحيي الموتى] .
وقال: {وما تلك بيمينك ياموسى} [طه: 18] أي ما هذه التي بيمينك.
Страница 262