وأما قوله تعالى:
عسى أن يكون ردف لكم
[النمل: 72]، فقيل: على التضمين، وقيل: هي زائدة.
ومن الناس من قال: تقدير الكلام: قولوا: الحمد لله.
قال ابن الخطيب: - رحمه الله تعالى -: وهذا عندي ضعيف؛ لأن الإضمار إنما يصار إليه ليصح الكلام، وهذا الإضمار يوجب فساد الكلام، والدليل عليه: أن قوله - تعالى - " الحمد لله " إخبار عن كون الحمد حقا [لله تعالى] وملكا له، وهذا كلام تام في نفسه، فلا حاجة إلى الإضمار.
وأيضا فإن قوله: " الحمد لله " يدل على كونه مستحقا للحمد بحسب ذاته، وبحسب أفعاله، سواء حمدوه أو لم يحمدوه.
قال ابن الخطيب: - رحمه الله تعالى -: " الحمد لله ثمانية أحرف، وأبواب الجنة ثمانية [أبواب]، فمن قال: " الحمد لله " بصفاء قلبه استحق أبواب الجنة الثمانية " والله أعلم.
فصل
تمسك الجبرية والقدرية بقوله تعالى: " الحمد لله " أما الجبرية فقد تمسكوا به من وجوه:
الأول: أن كل من كان فعله أشرف وأكمل، وكانت النعمة الصادرة عنه أعلى وأفضل، كان استحقاقه للحمد أكثر، ولا شك أن أشرف المخلوقات هو الإيمان، فلو كان الإيمان فعلا للعبد، لكان استحقاق العبد للحمد أولى وأجل من استحقاق الله له، ولما لم يكن كذلك، علمنا أن الإيمان حصل بخلق الله - تعالى - لا بخلق العبد.
Неизвестная страница