87

Сущность манер

لباب الآداب

Исследователь

أحمد محمد شاكر

Издатель

مكتبة السنة

Номер издания

الثانية

Год публикации

١٤٠٧ هـ - ١٩٨٧ م

Место издания

القاهرة

وقال أفلاطون: بالعدل ثبات الأشياء، وبالجور زوالها، لأن المعتدل هو الذي لا يزول. وقال الإسكندر: لا ينبغي لمن تمسك بالعدل أن يخاف أحدًا، فقد قيل: إن العدول لا يخافون الله تعالى، أي: لا خوف عليهم منه، إذ «١» اتبعوا رضاه وانتهوا إلى أمره. وقال ذيو جانس للإسكندر: أيها الملك، عليك بالاعتدال في الأمور، فإن الزيادة عيبٌ، والنقصان عجزٌ. وقال الإسكندر لقومٍ من حكماء الهند: أيما أفضل: العدل أو الشجاعة؟ قالوا: إذا استعمل العدل استغني عن الشجاعة. وقال بزرجمهر: العدل هو ميزان الباري جلَّ وعزَّ، وذلك هو مبرَّاٌ «٢» من كل زيغ وميل. وقيل لأردشير: من الذي لا يخاف «٣» أحدًا؟ قال: الذي لا يخافه أحدٌ. فمن عدل في حكمه وكفَّ عن ظلمه-: نصره الحق، وأطاعة الخلق، وملك القلوب، وأمن الحروب. وإن أول العدل أن يبدأ الإنسان بنفسه، فيلزمها كل خلَّةٍ زكيَّةٍ، وخصلةٍ مرضيَّة، ومذهبٍ سديد، ومكسبٍ حميد، ليسلم عاجلًا ويسعد آجلًا. وقال أفلاطون: من بدأ بنفسه أدرك سياسة الناس. وقال: أصلحوا أنفسكم تصلح لكم آخرتكم.

1 / 57