Любовь к пророку между следованием и нововведением

Абдель Рауф Мохамед Осман d. Unknown
80

Любовь к пророку между следованием и нововведением

محبة الرسول بين الاتباع والابتداع

Издатель

رئاسة إدارة البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد إدارة الطبع والترجمة

Номер издания

الأولى

Год публикации

١٤١٤هـ

Место издания

الرياض

Жанры

والثاني: ما يكرهه ويبغضه ويذم فاعله، فهذا ليس بتعظيم، بل هو غلو مناف للتعظيم، ولهذا لم يكن الرافضة معظمين لعلي بدعواهم الإلهية والنبوة أو العصمة ونحو ذلك، ولم يكن النصارى معظمين للمسيح بدعواهم فيه ما ادعوا، والنبي ﷺ قد أنكر على من عظمه بما لم يشرعه، فأنكر على معاذ سجوده له، وهو محض التعظيم. وفي المسند بإسناد صحيح على شرط مسلم عن أنس بن مالك: «أن رجلا قال: (يا محمد، يا سيدنا، وابن سيدنا، وخيرنا، وابن خيرنا)، فقال رسول الله ﷺ: (عليكم بقولكم، ولا يستهوينكم الشيطان، أنا محمد بن عبد الله، عبد الله ورسوله والله ما أحب أن ترفعوني فوق منزلتي التي أنزلني الله ﷿» (١) وقال ﷺ: «لا تطروني كما أطرت النصارى عيسى ابن مريم فإنما أنا عبده، فقولوا عبد الله ورسوله» (٢) . وكان يكره من أصحابه أن يقوموا له إذا رأوه، ونهاهم أن يصلوا خلفه قياما. وقال: «إن كدتم آنفا لتفعلون فعل فارس والروم، يقومون على ملوكهم» (٣) وكل هذا من التعظيم الذي يبغضه ويكرهه (٤) . وقد أنكر النبي ﷺ على من قال له: ما شاء الله وشئت أخرج الإمام أحمد بسنده عن ابن عباس ﵄: «أن رجلا قال للنبي ﷺ: ما شاء الله وشئت، فقال أجعلتني والله عدلا. بل ما شاء الله وحده» (٥) . وأرشد النبي ﷺ أصحابه إلى أن يقولوا- إذا أرادوا- ما شاء الله ثم شاء

(١) المسند، ٣ / ١٥٣، ٢٤١. (٢) سبق تخريجه، ص٢٤. (٣) أخرجه مسلم في كتاب الصلاة. باب ائتمام المأموم بالإمام، ١ / ٣٠٩، والنسائي في كتاب السهو. باب الرخصة في الالتفات في الصلاة يمينا وشمالا ٣ / ٩. (٤) الصارم المنكي في الرد على السبكي، ٢٨٨. (٥) المسند، ١ / ٢١٤، والحديث إسناده حسن. انظر السلسة الصحيحة ١ / ٥٦- ٥٧.

1 / 85