Логические ошибки
المغالطات المنطقية
Издатель
مؤسسة هنداوي
Место издания
٢٠١٩ م
Жанры
من الأمثلة التاريخية الصارخة لعينةٍ غير موفقة، لا بسبب صغرها بل بسبب تحيزها وعدم تمثيلها للمجتمع الأصلي، ذلك الاستطلاع الذي قامت به مجلة Literary Digest قبيل الانتخابات الأمريكية عام ١٩٣٦ م لمحاولة التنبؤ بمن يفوز بالرئاسة فرانكلين روزفلت أم ألفرد لاندون، حيث تمَّ جمع مليونين وثلاثمائة ألف رأي، كانت نتيجتها تُشير إلى فوز لاندون بأغلبية كبيرة، وقد جاءت نتيجة الانتخابات الفعلية مخيبة لهذا الاستطلاع إذ فاز روزفلت بأغلبية ستين بالمائة، فأين كان يكمن الخطأ؟!
كانت المجلة ترسل بطاقات الاستطلاع إلى أسماء اختارتها عشوائيًّا من واقع دليل التليفونات ومن قوائم المشتركين في المجلة نفسها ومن قوائم مالكي السيارات، المشكلة أن مالكي الهواتف والسيارات ومشتركي المجلة كانوا في الأغلب من الطبقة الأعلى دخلًا بالولايات المتحدة، ومِن ثَمَّ فهي لم تمثل الطبقات الأدنى دخلًا من المجتمع الأمريكي في زمنٍ كان فيه مستوى الدخل ذا صلة قوية بالميول السياسية والحزبية، ومن ثم، فعلى الرغم من ضخامة العينة المُختارة فإنها كانت «عينة متحيزة» biased sample «غير ممثِّلة» unrepresentative للمجتمع الأمريكي بجميع شرائحه وطبقاته.
يفضي هذان الخطآن في عملية اختيار العينة (الصغر والتحيز) إلى ما يُسمى مغالطة «التعميم المتسرع» hasty generalization.
(١) أمثلة للعينة غير الممثِّلة كميًّا (الصغيرة/ غير الكافية) Quantitatively unrepresentative sample
(١) «كلَّما شاهدتُ الأخبار في هذه القناة الفضائية وجدت زنوجًا يجري القبض عليهم لجرائم سرقة، إذن جميع الزنوج، أو معظمهم، لصوص.»
(٢) «جلست إلى هذه الصديقة ثلاث مرات، وتبين لي في كل مرة أن مزاجنا مؤتلف وذوقنا متفق في كلِّ شيء، إذن هذه أصلح امرأة في العالم لأن تكون زوجة لي.»
(٣) «تزوجتُ مرتين وفي كل مرة كان زوجي يطمع في ثروتي ولا يخلص لشخصي؛ ولذا قررت ألا أتزوج إلى الأبد لأن الرجال كلهم يفتقرون إلى النزاهة والإخلاص.»
(٤) «ما كِدتُ أخطو خطوتين في مطار لندن حتى وجدت موظف الجمارك دمثًا ودودًا، وعندما خرجتُ وجدتُ سائق الأجرة مبتسمًا كريمًا، فعرفت أن الإنجليز شعب طيب مفرط في الود والسماحة.» (يقول المثل المصري: لا تذم ولا تشكر إلا بعد سنة و«ست» اشهُر.)
1 / 52