صحة: "عداهم الموت" على التخريج المذكور، وصحة أنْ يقاس عليه لا عداك السوء، فأنت أيُّها السيد لم تستعملها على ذلك الوجه، وإنَّما هذيتَ بها جزافًا، وكلامُك يحضره مولانا ــ أيَّده الله ــ وأوراقك إليَّ شاهدة أنك لم تسمع بالتضمين فضلًا عن أنْ تعرفه، فضلًا عن أنْ تستعمله، فكيف وأنتَ لم تسمع بهذه اللفظة حتى أحيت إليك يومنا هذا، وقد روي عن أمير المؤمنين نفسه ــ ﵇ ــ أنَّه كان يومًا يمشي مع جنازةٍ، فقال له رجلٌ: مَن المتوفِّي بصيغة اسم الفاعل؟
قال: اللهُ ــ ﷿ ــ.
فقال الرجل: إنَّما أردتُ من الميتُ؟
فقال له أمير المؤمنين: قل مَن المتوفَّى، أي بصيغة اسم المفعول (^١).
وكيف هذا؟ ! وأميرُ المؤمنين ــ ﵇ ــ يقرأ: ﴿وَالَّذِينَ يَتَوفَّون﴾ ــ بصيغة المضارع المبني للفاعل (^٢) ــ، ولكنَّه قرأ كذلك لسرٍّ يَعْلَمُ أنَّ ذلك السائل أبلدُ من أنْ يلاحظه في خطابه، وهو أنَّ الميت تَوَفَّى أي: استكمل