والكذب فقد احتوى كتابي هذا على ذكر الكذابين الوضاعين المتعمدين قاتلهم الله وعلى الكاذبين في انهم سمعوا ولم يكونوا سمعوا ثم على المتهمين بالوضع بالتزوير ثم على الكذابين في لهجتهم لا في الحديث النبوي ثم على المتروكين الهلكى الذين كثر خطاؤهم وترك حديثهم ولم يعتمد على روايتهم ثم على الحفاظ الذين في دينهم رقة وفي حديثهم وهن ثم على المحدثين الضعفاء من قبل حفظهم فلهم غلط واوهام ولم يترك حديثهم بل يقبل ما رووه في الشواهد والاعتبار بهم لا في الأصول والحلال والحرام ثم على المحدثين الصادقين أو الشيوخ المستورين الذين لم يبلغوا رتبة الاثبات المتقنين وما اوردت منهم الا من وجدته في كتاب أسماء الضعفاء١ ثم على خلق كثير من المجهولين ممن نص أبو حاتم الرازي على انه مجهول أو قال غيره لا يعرف أو فيه جهالة أو غير ذلك من العبارات التي تدل على عدم شهرة الشيخ بالصدق إذ المجهول غير محتج به ثم على الثقات الاثبات الذين فيهم بدعة والثقات الذين تكلم فيهم من لا يلتفت الى كلامه ولا الى تضعيفه لكونه تعنت فيه٢ وخالف الجمهور من أولي النقد والتحرير فانا لا ندعي العصمة من السهو والخطأ في الاجتهاد في غير الأنبياء ﵈.
ثم ان البدعة صغرى وكبرى روى عاصم الأحول عن ابن سيرين قال ولم يكونوا يسالون عن الإسناد حتى وقعت الفتنة فلما وقعت نظروا من كان من أهل السنة أخذوا حديثه ومن كان من أهل البدع تركوا حديثه وروى هشام عن الحسن قال لا تفاتحوا أهل الأهواء ولا تسمعوا منهم.
_________
١ ليست هذه الجملة في نسخة ميزان الاعتدال المطبوعة في الهند وفي مصر ١٢.
٢ كذا فس الأصل وفي نسختي الميزان والظاهر سقوط بعض العبارة فليحرر ١٢.
1 / 7