الفصل التاسع عشر
الفصل العشرون
الفصل الحادي والعشرون
الفصل الثاني والعشرون
لقاء هناك
لقاء هناك
تأليف
ثروت أباظة
الفصل الأول
تأنق الشيخ سلطان عبد الصبور وبالغ في تألقه متخذا الجبة الخضراء الزيتونية اللون على القفطان ذي الأرضية الفستقية والخطوط الضاربة إلى الخضرة، وأحكم لف العمامة، وطالع نفسه في المرآة مرات عديدة، وحاول في كل مرة أن يستوحي من هذه الخضرة التي يكسو بها نفسه بعض إشراق يجوب نفسه الضيقة الملول، ولكنه لم يفلح في محاولاته جميعا. كان الشيخ يعد نفسه للذهاب إلى مكتبه بالوعظ والإرشاد بالأزهر الشريف، وهو مكتب ألفه منذ ترك وظيفته في التفتيش على خطباء المساجد في المنوفية، وقد مر على هذه النقلة سنوات وسنوات؛ فقد انتقل من هناك وابنه عباس في المهد، وها هو ذا عباس اليوم يتقدم لينال شهادة التوجيهية. سنوات وسنوات، وهو كل يوم ذاهب وعائد إلى المكتب، ومنه يشرف مع المشرفين على الوعظ والإرشاد في الدولة المصرية، فما أفلح وعظ ولا نجح إرشاد، والناس تسمع بآذان متعجلة تريد أن تسارع لتفرغ ما قد سمعته في حان، أو فيما هو شر من الحان، وإبليس اللعين يلاحق قسم الوعظ في العميق العميق من نفوس الناس، وخطباء القسم لا تمتد ألسنتهم لغير آذان إن سمعت لا تعي، وإن وعت فما هي إلا تسلية الصلاة حتى يقطعون ما بينهم وبين الله، ويرجعون إلى إبليس الذي يصاحب نفوسهم ولا يزال بها يغريها بكل ما يملكه من وسائل للإغراء، وإنها في يده كثيرة.
Неизвестная страница