Linguistic Fallacies
مغالطات لغوية
Издатель
مؤسسة هنداوي
Место издания
٢٠١٨ م
Жанры
الفصل الأول جمع المادة اللغوية
من يتأمل علوم العربية، من نحوٍ وصرفٍ وأصواتٍ ومعاجم وعروض … لا يسعه إلا الإجلال لمن ابتكروا هذه العلوم من العدم، وشيدوا هذه الصروح من الصفر، بعزمٍ صادقٍ وإخلاصٍ نادر، وحذقٍ منقطع النظير. (^١)
على أنَّ غاية الإجلال لهذا السَّلف العظيم أن نقتدي به في الخصلة التي جعلت منه سلفًا عظيمًا؛ في اجتهاده وابتكاره؛ فنجتهد نحن أيضًا ونبتكر، وننخل ونغربل، ونراجع ونصوِّب.
_________
(^١) في «باب في صدق النَّقَلة وثقة الرواة الحملة» يقول ابن جني في «الخصائص»: «… لم يُوفَّق لاختراعه، وابتداء قوانينه وأوضاعه، إلا البر عند الله سبحانه، الحفيظ بما نوَّه به وأعلى شأنه، أوَلَا يعلم أن أمير المؤمنين عليًّا هو البادئه والمنبِّه عليه … ثم تحقق ابن عباس به، واكتفال أبي الأسود ﵀ إياه … ثم تتالى السلف عليه … ويكفي من بعد ما تعرف حاله ويُتَشاهَد به من عفة أبي عمرو بن العلاء ومن كان معه … وهذا الأصمعي وهو صنَّاجة الرواة والنقلة … ومعلومٌ كم قدر ما حذف من اللغة فلم يثبته؛ لأنه لم يقْوَ عنده إذ لم يسمعه … هذا إلى ما يعرف عن عقل الكسائي وعفته وظلفه ونزاهته حتى إن الرشيد كان يجلسه ومحمد بن الحسن على كرسيين بحضرته ويأمرهما ألا ينزعجا لنهضته … وحسبنا من هذا حديث سيبويه وقد حطب بكتابه وهو ألف ورقة علمًا مبتكرًا ووضعًا متجاوزًا لما يسمع ويرى، قلما تسند إليه حكايةٌ أو توصل به رواية … وهذا أبو علي (الفارسي) ﵀ كأنه بعدُ معنا ولم تبِنْ به الحال عنا، كان من تحوُّبه وتأنِّيه وتحرُّجه كثيرَ التوقف فيما يحيكه، دائم الاستظهار لإيراد ما يرويه، فكان يقول أنشدت لجرير فيما أحسب، وأخرى: قال لي أبو بكر فيما أظن، وأخرى: في غالب ظني كذا، وأرى أني قد سمعت كذا» (ابن جني: الخصائص، تحقيق محمد علي النجار، الهيئة المصرية العامة للكتاب، الطبعة الرابعة ١٩٩٩، الجزء الثالث، ص ٣١٢ - ٣١٦).
1 / 19