Почему отстали мусульмане? Почему преуспели другие?
لماذا تأخر المسلمون؟ ولماذا تقدم غيرهم؟
Жанры
ولا تهنوا في ابتغاء القوم إن تكونوا تألمون فإنهم يألمون كما تألمون وترجون من الله ما لا يرجون .
2
وقد انضم إلى الجبن والهلع اللذين أصابا المسلمين اليأس والقنوط من رحمة الله، فمنهم فئات قد وقر في أنفسهم أن الإفرنج هم الأعلون على كل حال
3
وأنه لا سبيل لمغالبتهم بوجه من الوجوه، وأن كل مقاومة عبث، وأن كل مناهضة خرق في الرأي، ولم يزل هذا التهيب يزداد ويتخمر في صدور المسلمين أمام الأوروبيين إلى أن صار هؤلاء ينصرون بالرعب، وصار الأقل منهم يقومون للأكثر من المسلمين، وهذا بعكس ما كان في العصر الأول:
يرى الجبناء أن الجبن حزم
وتلك خديعة الطبع اللئيم
نسي المسلمون الأيام السالفة التي كان فيها العشرون مسلما لا غير يأتون من (برشلونة) إلى (فراكسية) من سواحل فرنسة ويستولون على جبل هناك، ويبنون به حصنا، ويتزايد عددهم حتى يصيروا مئة رجل فيؤسسون هناك إمارة تعصف ريحها بجنوبي فرنسة وشمالي إيطالية، وتهادنها ملوك تلك النواحي وتخطب ولاءها، وتستولي على رءوس جبال الألب، وعلى المعابر التي عليها الطرق الشهيرة بين فرنسة وإيطالية، لا سيما معبر سان برنار الشهير، وتضطر جميع قوافل الإفرنج أن تؤدي للعرب المكوس لأجل المرور، تتقدم هذه الدولة العربية الصغيرة في بلاد (البيامون) مسافات بعيدة إلى أن تبلغ سويسرة وبحيرة (كونستانزه) في قلب أوروبة، وتضم القسم العالي من سويسرة إلى أملاكها، وتبقى خمسا وتسعين سنة مستولية على هذه الديار إلى أن تتألب الأمم الإفرنجية عليها، ولا تزال تناجزها إلى أن استأصلتها، وكانت تلك العصابة العربية يوم انقرضت لا تزيد على ألف وخمس مئة رجل
4 (وقد نشرنا تفصيل خبرها في المجلد 24 من المنار).
شبهات الجهلاء الجبناء وردها
Неизвестная страница