نور اللمعة في خصائص الجمعة
نور اللمعة في خصائص الجمعة
Издатель
دار الكتب العلمية
Номер издания
الثانية
Год публикации
1407 AH
Жанры
أرواحكم قال: هيهات بليت الأجسام، وإنما تتلاقى الأرواح، قال: قلت: فهل تعلمون بزيارتنا لكم قال: نعلم بها عشية الجمعة، ويوم الجمعة كله، وليلة السبت إلى طلوع الشمس، قال: قلت: فكيف ذلك دون الأيام كلها قال: لفضل يوم الجمعة وعظمته.
وذكر ابن أبي الدنيا أيضا، عن محمد بن واسع أنه كان يذهب كل غداة سبت حتى يأتي الجبانة، فيقف على القبور، فيسلم عليهم ويدعو لهم، ثم ينصرف فقيل له: لو صيرت هذا اليوم يوم الاثنين قال: بلغني أن الموتى يعلمون بزوارهم يوم الجمعة، ويوما قبله ويوما بعده.
وذكر عن سفيان الثوري قال: بلغني عن الضحاك أنه قال: من زار قبرا يوم السبت قبل طلوع الشمس علم الميت بزيارته، فقيل له: كيف ذلك؟ قال: لمكان يوم الجمعة.
الخاصة الثانية والثلاثون: ١ إنه يكره إفراد يوم الجمعة بالصوم هذا منصوص أحمد قال الأثرم: قيل لأبي عبد الله: صيام يوم الجمعة، فذكر حديث النهي أن يفرد، ثم قال: إلا أن يكون كان يصومه، وأما أن يفرد فلا قلت رجل كان يصوم يوما، ويفطر يوما، فوقع فطره يوم الخميس، وصومه يوم الجمعة، وفطره يوم السبت، فصار الجمعة مفردا قال: هذا إلا أن يتعمد صومه خاصة إنما كره إن يتعمد الجمعة، وأباح مالك وأبو حنيفة صومه كسائر الأيام.
قال مالك: لم أسمع أحدا من أهل العلم والفقه، ومن يقتدى به ينهى عن صيام يوم الجمعة، وصيامه حسن، وقد رأيت بعض أهل العلم يصومه، وأراه كان يتحراه قال ابن عبد البر: اختلفت الآثار عن النبي ﷺ في صيام يوم الجمعة، فروى ابن مسعود ﵁ أن النبي ﷺ كان يصوم ثلاثة أيام من كل شهر، وقال: قل ما رأيته مفطرا يوم الجمعة، وهذا حديث صحيح، وقد روي عن ابن عمر ﵄ أنه قال: ما رأيت رسول الله ﷺ يفطر يوم الجمعة قط ذكره ابن أبي شيبة، عن حفص بن غياث، عن ليث بن أبي سليم، عن عمير بن أبي عمير، عن ابن
١ انظر الخصوصية الثانية للسيوطي.
1 / 152