النور والظلمات في ضوء الكتاب والسنة
النور والظلمات في ضوء الكتاب والسنة
Издатель
مطبعة سفير
Место издания
الرياض
Жанры
كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِينَ﴾ (١): أي من الباقين في العذاب، وغبر من الأضداد، يأتي بمعنى بقي، وبمعنى ذهب (٢).
وقوله ﷺ: «وافسح له في قبره، ونوِّر له فيه» أي وسّع في قبره، وادفع عنه ظلمة القبر» (٣).
٦ - وعن زيد بن أرقم ﵁ قال: قام رسول الله ﷺ يومًا فينا خطيبًا بماءٍ يُدعى خُمًّا بين مكة والمدينة، فَحِمَد الله، وأثنى عليه، ووعظ وذكّر، ثم قال: «أمّا بعد، ألا أيها الناس فإنما أنا بشر يوشك أن يأتي رسول ربي فأجيب، وأنا تارك فيكم ثقلين: أولهما كتاب الله: فيه الهدى والنور [وهو حبل الله المتين، من اتبعه كان على الهدى، ومن تركه كان على الضلالة] فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به» فحث على كتاب الله ورغّب فيه ..» الحديث (٤).
قال الإمام النووي ﵀ في قوله ﷺ: «هو حبل الله» قيل: «المراد بحبل الله: عهده، وقيل: السبب الموصل إلى رضاه، ورحمته، وقيل: هو نوره الذي يهدي به» (٥).
ولا شك أن العمل بكتاب الله يوصل إلى رحمته، ورضاه، وهدايته وتوفيقه، والله المستعان.
_________
(١) سورة الأعراف، الآية: ٨٣.
(٢) انظر: المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم، للقرطبي، ٢/ ٥٧٣، وشرح النووي على صحيح مسلم، ٦/ ٤٧٨، وشرح الطيبي على مشكاة المصابيح، ٤/ ١٣٧٤.
(٣) انظر: مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح، للملا علي القاري، ٤/ ٨٧.
(٤) مسلم، كتاب فضائل الصحابة، باب فضائل علي بن أبي طالب ﵁، ٤/ ١٨٧٣، برقم ٢٤٠٨.
(٥) شرح النووي على صحيح مسلم، ١٥/ ١٩١.
1 / 57