Жизнь предшественников: слова и дела
حياة السلف بين القول والعمل
Издатель
دار ابن الجوزي للنشر والتوزيع
Номер издания
الأولى
Год публикации
١٤٣٣ هـ
Место издания
الدمام - المملكة العربية السعودية
Жанры
(١) قال ابن القيم ﵀: وكمالُ كلِّ إِنسانٍ إنَّما يَتِمُّ بهذين النَّوعين، هِمَّةٌ تُرقِّيهِ، وعلمٌ يُبصِّرهُ ويَهديهِ؛ فإنّ مَراتَب السَّعادَةِ والفَلاحِ إنَّما تفوتُ العَبدَ من هاتَين الجهتَين، أو مِن إحداهُما، إِمَّا أنْ لا يكونَ له علمٌ بها، فلا يتحرَّكُ في طَلَبها، أو يكونَ عالمًا بها ولا تنهَضُ همَّتُهُ إليها، فلا يَزالُ في حضيضِ طَبعه محبوسًا، وقلبُهُ عن كمالهِ الذي خُلِقَ له مصدودًا منكوسًا، قد أسامَ نفسَهُ مع الأنعامِ راعيًا مع الهَمَلِ، واستطابَ لُقَيماتِ الرَّاحَةِ والبطالَةِ، واسْتَلاَنَ فِراشَ العجزِ والكَسَلِ، لا كَمَن رُفِعَ له عَلَمٌ فشمَّرَ إليه، وبُورِكَ له في تفرُّدهِ في طريقِ طلبهِ، فَلَزِمهُ واستقامَ عليه، قَد أَبَتْ غَلَباتُ شوقِهِ إلاّ الهجرَةَ إلى الله ورسولهِ، ومقَتَتْ نفسُهُ الرُّفقاء إلاّ ابنَ سبيلٍ يُرافِقهُ في سبيلهِ. مفتاح دار السعادة ١/ ٢١٤، ٢١٥
1 / 129