167

Уроки шейха Абдуллы Хаммада Ар-Расси

دروس للشيخ عبد الله حماد الرسي

Жанры

من وصايا الرسول في مرضه جعل ﷺ، وهو على فراش الموت يحذر أمته من اتخاذ القبور مساجد، يقول ﷺ: ﴿ألا وإن من كان قبلكم كانوا يتخذون قبور أنبيائهم مساجد، ألا فلا تتخذوا القبور مساجد فإني أنهاكم عن ذلك﴾ وأخبرت عائشة ﵂ قالت: ﴿لما نزل برسول الله ﷺ طفق يطرح خميصة -أي: لما نزل به الموت- له على وجهه، فإذا اغتم بها كشفها فقال وهو كذلك: لعنة الله على اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد﴾ يحذر ما صنعوا ﷺ، وأيضًا وهو في سياط الموت يوصي أمته فيقول: ﴿الصلاة الصلاة وما ملكت أيمانكم﴾. الله أكبر هذه آخر وصية محمد ﷺ لما حان انتقاله من هذه الدنيا وهو على فراش الموت ﷺ ﴿الصلاة الصلاة وما ملكت﴾ فلله درك، لقد بلغت الرسالة، وأديت الأمانة، وجاهدت في الله حق جهاده إنه محمد ﷺ، وهو على فراش الموت يوصي ويحث على التمسك بعقيدة التوحيد ويحث على المحافظة على الصلاة، الصلاة يا أمة محمد ﷺ. ومع الأسف الشديد إننا في هذه الآونة الأخيرة نرى الصلاة قد خف ميزانها عند كثير من الناس، فإنا لله وإنا إليه راجعون. اللهم ردنا إليك ردًا جميلًا، فيالها من وصية أوصى بها رسول الله ﷺ ﴿الصلاة الصلاة وما ملكت أيمانكم﴾ ويحث على رعاية تلك الأمانة. يحث على المرأة، وعلى صيانتها وحفظها، يوصي بذلك وهو يعاني من سكرات الموت ﷺ، يوصي بهذه المرأة التي أضاعها كثير من الناس في هذه الآونة الأخيرة؛ لأجل الدنيا وحب الدنيا أضاع كثيرٌ من الناس هذه الأمانة، ترك لها الحبل على الغارب تركها تسافر وحدها وبدون محرم، تركها تجوب الأسواق متعطرة سافرة متبرجة، فعصى رسول الله ﷺ. اللهم ردنا إليك ردًا جميلًا. أمة محمد ﷺ هذه وصية نبيكم ﷺ وما ملكت أيمانكم، فاتقوا الله في هذه المرأة، وجهوها التوجيه السليم، احفظوها في حصنها الحصين، احفظوها عن متناول يد الأشرار، عن متناول أهل الأفكار الخبيثة الذين يريدون لها أن تخرج سافرة متبذلة ليلعبوا بها في المسارح والطرقات وغيرها. احفظوا هذه المرأة فإن في تركها تسافر بدون محرم خطر عظيم، وتركها تجتمع مع السائق بدون محرم خطرٌ عظيم يا أمة محمد ﷺ، وقد أخبرنا ﷺ أن هناك مسئولية عظيمة قال ﷺ: ﴿كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته﴾ متى يكون هذا السؤال؟ ومن الذي سوف يلقي علينا السؤال؟ إن السؤال سوف يكون يوم القيامة إذا وقفت بين يدي الله ﷿، والسائل هو الله ﷻ، كما أخبر رسول الله ﷺ: ﴿ما منكم من أحد إلا سيكلمه ربه ليس بينه وبينه ترجمان، فينظر أيمن منه فلا يرى إلا ما قدم، وينظر أشأم منه فلا ينظر إلا ما قدم، وينظر بين يديه فلا يرى إلا النار تلقاء وجهه، فاتقوا النار ولو بشق تمرة﴾ الله أكبر! وقد وقف ﷺ على المنبر يحذر أمته من هذه النار. إخواني في الله: الويل لمن ضيع هذه الأمانة، الويل لمن أخل بوصية محمد بن عبد الله ﷺ.

11 / 17