Лекции о христианстве
محاضرات في النصرانية
Издатель
دار الفكر العربي
Номер издания
الثالثة ١٣٨١ هـ
Год публикации
١٩٦٦ م
Место издания
القاهرة
Жанры
وترى من هذا أن بعض العلماء لا يرون إن كل ما في كتب العهد الجديد إلهامي، بل منه الإلهامي وغير الإلهامي.
ولكن هناك من يقول: إنه يشك في أصل الإلهام فيها، فهذا عالم مسيحي يقال له ريس يقول ناقلًا حاكيًا بعض أقوال المتقدمين: "أن الناس قد تكلموا في كون الكتب المقدسة إلهامية، وقالوا إنه يوجد في أفعال مؤلفي هذه الكتب وأقوالهم أغلاط، واختلافات، فمثلًا إذا قوبلت الآيات ١٩، ٢٠ من الإصحاح العاشر من متى و١١ من الإصحاح الثالث عشر من إنجيل مرقس إذا قوبلت هذه الآيات بالآيات الست التي في سفر الأعمال في إصحاحه الثالث والعشرين يظهر ذلك الاختلاف جليًا. وقيل أيضًا أن الحواريين ما كان يرى بعضهم بعضا صاحب وحي، كما يظهر هذه من مباحثهم في محفل أورشليم، ومن إلزام بولس لبطرس، وقيل أيضًا أن المسيحيين القدماء ما كانوا يعتقدونهم منزهين عن الخطأ، لأنهم في بعض الأوقات تعرضوا له".
ولقد قطع بعض العلماء بأن بعض هذه الكتب ليس من الإلهام في شيء فإنجيل متى على قول القدماء من المسيحيين، وقول جمهور المتأخرين الذين قالوا إنه كتب باللسان العبراني كما أسلفنا من القول، قد قالوا أن أصله فقد، وترجمته ليست بالإلهام.
ويقول استادلن وغيره أن إنجيل يوحنا ليس بإلهام، وجميع رسائل يوحنا ليست بإلهام على رأي فرقة لوجين، وكذلك الرسالة الثانية لبطرس، ورسالة يهوذا، ورسالة يعقوب، والرسالة الثانية والثالثة ليوحنا، ورؤياه النبوي - كل ذلك عند الأكثرين ليس بإلهام، وكان كذلك إلى سنة ٣٩٣ ميلادية".
دعوى الإلهام باطلة ممن يدعيها:
٥٨- ومهما يكن اختلافهم بالنسبة لكونها ملهمة كلها أو بعضها، وطريق الإلهام، فإدعاء الإلهام على فرض اتفاقهم عليه ليس له من البينات ما يثبته، ولا من الأدلة ما يقيم ادعاءه، ونحن نطالبهم بدليل.
وكان يصح لنا أن نقف موقف المانع منعًا مجردًا، نطالبهم بالدليل حتى يقيموه، ولكن تتميمًا للبحث وتعريفًا للحقائق نثبت أن دعوى الإلهام
1 / 83