لماذا كونت هذه الأرض وملئ سطحها ماء، وتحت الماء نار تتأجج؟
لماذا يساء إلى البعض ويحسن إلى الآخرين؟
لماذا يراد بالبعض شر، ويريد الله بالبعض خيرا؟
لماذا يتحكم الإنسان في أخيه الإنسان، ويساعد الظالم كثيرون، يمنون المظلوم بالهناء والرفاء بعد الممات بسنين؟
لماذا يذنب البعض فيجني غيرهم ثمار ذنوبهم ويحتملون ما كان مقسوما لهم من عقاب وعذاب أليم، أليست هذه قسمة ضيزى وظلم عظيم؟
ترى، تنسى ذنوب من نريد التكفير عن سيئاتهم؟
ترى، تمحى خطاياهم ويبقى لنا نصيبنا من التعذيب؟
إنهم يقولون: في الكون عدل وميزان لا يعتريه اختلال ولا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، ويرفعون أصواتهم مهللين كلما انتقم الحكام من مجرم أو كلما وقع ظالم في مخالب مظلوم.
ولكن مكانكم أيها الناس! هذا الذي تهللون وتكبرون لأجله ليس إلا من نوادر الحوادث ومستثنيات القواعد. إنهم انتقموا اليوم من مجرم أوقعه سوء حظه في أيديهم، ولكن كم مجرم يقترف أفظع الذنوب فلا يرى أو لا تناله يد العقاب!
وإن انتقمتم اليوم من ظالم لمظلوم فكم وكم من ظلام فروا، ولم تنلهم يد العدل الذي تدعون! وكم من ظالم يعاصرنا نرى ونسمع ونلمس فظائعه ولا نستطيع أن نقول له مكانك؛ لأنه قادر أن يسحقنا بقوته!
Неизвестная страница