فقال متنهدا: لا أسأل الله إلا الوصول.
فقال عز الدين: أبشر بفرج الله القريب.
23
رأت شهرزاد السلطان منفعلا كما لم تره من قبل .. كان في الشرفة المطلة على الحديقة وقد فرغ من صلاة الصبح وراح يتناول إفطارا من الحليب والتفاح .. عما قليل سيرتدي زيه الرسمي ويذهب إلى مجلس الحكم، ولكنه يبدو في ساعته كطفل سعد باكتشاف جديد .. قال: ليلة أمس صادفت في تجوالي حكاية كأنها إحدى حكاياتك يا شهرزاد.
فقالت باسمة رغم كربها الدفين: تكرار الحكايات آية صدقها يا مولاي. - أجل، أجل .. أسرار الوجود شائقة وألذ من الخمر. - متعك الله بالوجود وأسراره يا مولاي.
فقال بعد تمهل: الحق أنني في حركة دائبة لا تتوقف ولا يهدأ القلب، يتنازعني بياض النهار وظلام الليل.
فقالت بمرح تغطي به على فتور روحها: هكذا الرجل الحي. - مهلا، جاء دوري لأحكي لك حكاية غريبة.
وقدم لها حلم نور الدين بياع الروائح العطرية .. وانتبه إلى وجهها قائلا بدهشة: ما أشد تأثرك يا شهرزاد!
فقالت كالمعتذرة: استيقظت اليوم متوعكة. - لسعة رطوبة لا تلبث أن تزول وسوف يراك الطبيب، أما أنا فأريد أن أكلف المنادين بالسير بالحكاية لأجمع بين العاشقين.
فقالت بحرارة: بل التمهل أولى بنا أن يتعرض بريئان لألسنة السوء!
Неизвестная страница