فأجاب عبد الله بخشوع: الحبشة. - قيل لي إن سمعتك طيبة وإنه لا تفوتك فريضة!
فتلقى أول نسمة راحة وقال: بفضل الله ورحمته.
فقال بهدوء: لذلك وقع اختياري عليك.
تفشى المعنى المقصود في رأسه كما تتفشى رائحة قوية في مكان مغلق .. فكم من مرة - وهو كبير الشرطة - وجه مثل هذا القول إلى رجل إيذانا بنظمه في سلك عيونه السرية .. هو يعلم أن التملص من التكليف خليق بالقضاء عليه، وأنه لا مفر من الطاعة.
وقال الرجل: بذلك تحوز الشرف في خدمة السلطان والدين.
تظاهر بالارتياح والسعادة والزهو .. أعطاه الأمارات التي يطمئن بها .. على ذاك. قال له محذرا: احذر ما يردي الخائن في الهلاك.
فتمتم بغموض: تسرني الخدمة في رحاب الله.
فقال عدنان شومة: الدور مفتوحة لك بحكم عملك ولا ينقصك إلا بعض الإرشادات.
هي الإرشادات المدونة في دفاتر سرية منذ عهد جمصة البلطي.
18
Неизвестная страница