وجمع سلم السبيل بين عبد الله وفاضل في عنفوان الاضطراب المتفجر .. تبادلا نظرات قلقة، وعبثا حاولا كتمان ارتياحهما .. تمتم عبد الله: يا لها من أحداث مرعبة!
فحدس الآخر ظنونه، فقال ببراءة: ليس الاغتيال ضمن خطتنا!
فقال عبد الله متظاهرا بالحيرة: لعلها حادثة انتقام شخصي. - لا أظن. - لكنه لم يكن أفسد من غيره. - يعرف الخاصة أنه يدس السم في أدوية أعداء الحاكم!
قال عبد الله لنفسه: إن صاحبه يعرف من أسرار الناس ما يعرفه، وربما أكثر .. تساءل: إذا لم يكن الاغتيال ضمن خطتكم فمن فاعله؟
فقال فاضل بضيق: الله يعلم، إنه يقتل ونحن ندفع الثمن.
15
عندما أطفأ الشمعة وآوى إلى فراشه، شعر بالوجود الغريب يدهمه فارتجف قلبه، وتمتم: سنجام!
فسأله الصوت ببرود: ماذا فعلت؟ - أفعل بطريقتي ما أعتقد أنه الخير. - بل كان رد فعل لما ألحقه بك من إهانة.
فقال بحرارة: ما فعلت إلا أن قدمته، وكان دوره سيأتي عاجلا أو آجلا.
فقال سنجام: حسابك عند المطلع على ما في الصدور، فحذار يا رجل.
Неизвестная страница