فسأله بتحد: كيف هان عليك نهب الأموال وذكر الله يتردد على لسانك؟! - لم يصب غضبي إلا الطغمة المستغلة للعباد.
فتأوه قائلا وكأنما يحادث نفسه: سأفقد عملي من أجل ذلك.
إنك أيضا من الطغمة الفاسدة.
فقال بفخار: إني مثل أعلى في أداء الواجب. - والمال الحرام؟ - ما هو إلا فتات يتساقط من موائد الكبراء. - عذر قبيح. - إني أعيش في دنيا البشر. - ماذا تعرف عن الكبراء؟ - كل كبيرة وصغيرة، ما هم إلا لصوص أوغاد!
فقال الصوت متهكما: لكنك تحميهم بسيفك البتار، وتطارد أعداءهم الشرفاء من أهل الرأي والاجتهاد. - إني منفذ الأوامر، وطريقي واضحة. - بل تطاردك لعنة حماية المجرمين واضطهاد الشرفاء. - ما فكر رجل وهو يؤدي واجبي هذا إلا هلك. - إذن أنت أداة بلا عقل. - عقلي في خدمة واجبي فحسب. - عذر من شأنه أن يهدر إنسانية الإنسان.
ولمح في وجدانه خاطر، فتفتحت له أبواب ونوافذ، فقال بدهاء: الحق أني لست راضيا عن نفسي. - محض كذب.
فقال بحرارة: لم أفلح أبدا في اقتلاع الهواتف الشريفة، إنها دائما تحاورني في سكون الليل. - لا أجد لها أثرا في حياتك.
فقال بلباقة: تعوزني قوة تسندني عند الحاجة! - بل إنك تطارد الهواتف الشريفة كما تطارد الشرفاء.
فقال بتحد: إني أضع نفسي تحت الاختبار. - أفصح عما تريد. - اجعل قوتك في مساندتي لا في معاندتي. - ماذا تريد؟ - أهلك المجرمين، وأحكم الأمة حكما عادلا نقيا!
جلجلت ضحكة، ملأت الكون، وقال: تود أن تمكر بي لتحقيق أحلامك الدفينة في القوة والسلطان! - كوسيلة لا كغاية! - ما زال قلبك غارقا في العبودية! - جربني إذا شئت. - إني عفريت مؤمن، ولا أتجاوز حدودي أبدا ..
Неизвестная страница