وانتهت المقابلة في سرية كما بدأت، وتساءل جمصة: ترى هل يتاح له يوما أن يستدعيه ليطلب منه يد حسنية؟!
7
لعل جريمة صنعان الجمالي هي الحدث الخطير الوحيد الذي وقع في خدمة جمصة البلطي .. ولم يحمله أحد مسئوليته خاصة بعد ما عرف من تدخل العفريت فيه .. وليس كذلك ما يقع في اليوم في الحي .. فقد تتابعت حوادث قطع طريق داخل سور الحي وخارجه بكثرة مزعجة، فنهبت أموال وسلع واعتدي على رجال .. وغضب جمصة البلطي غضب شرطي قدير حائز للثقة .. بث المخبرين في الأماكن النائية، ونشر الدوريات نهارا وليلا، وتفقد الأماكن المشبوهة بنفسه، ولكن الحوادث مضت في جريانها هازئة بنشاطه ولم يقبض على مجرم واحد.
وقال كرم الأصيل صاحب الملايين في مقهى الأمراء: كان حال الأمن أفضل على عهد المرحوم السلولي.
فقال الطبيب عبد القادر المهيني ضاحكا: لم يوجد قاطع طريق على عهده سواه!
فقال عجر الحلاق: جمصة البلطي في أسوأ أحواله.
وهو يطلع على أحوال السادة، وهو يقدم لهم خدماته - كحلاق - في دورهم. فقال إبراهيم العطار: الأمن حياة التجارة، والتجارة حياة الأمة، أقترح أن يذهب منا وفد إلى حاكم حينا الهمذاني.
8
ودعا خليل الهمذاني جمصة البلطي إلى دار الإمارة، وقال له بعنف: المدينة تخرب وأنت تغط في النوم.
فقال كبير الشرطة بصوت منهزم: ما نمت وما قصرت. - العبرة بالخواتيم. - إن يدي مغلولتان. - ماذا تريد؟ - الصعاليك الذين سبق القبض عليهم ينطلقون الآن للانتقام. - ثبت من اعتراف صنعان أنهم كانوا أبرياء. - لذلك فهم ينتقمون، ولا مفر من اعتقالهم مرة أخرى.
Неизвестная страница