Лаваких Анвар
الطبقات الكبرى المسماة بلواقح الأنوار في طبقات الأخيار
Издатель
مكتبة محمد المليجي الكتبي وأخيه، مصر
Год публикации
1315 هـ
بعلم الصوفية، وتكلم عليه أحسن الكلام، وبه ظهر التصوف بنيسابور، وكان أحسن المشايخ كلاما في عيوب النفس، وآفات الأفعال مات سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة، وكان يقول: كمال العبودية هو العجز، والقصور عن تدارك معرفة علل الأشياء بالكلية، وكان رضي الله عنه يقول: من صحب الأكابر من غير طريق الخدمة حرم فوائدهم، وبركات نظرهم، ولم يظهر عليه من أنوارهم شيء وكان يقول: من غلبه هواه توارى عنه عقله.
وكان يقول: الغفلة، وسعت على الناس الطرق في معاشهم، وأفعالهم، وأحوالهم، والورع واليقظة ضيقا عليهم ذلك، وكان يقول: لو أن رجلا جمع العلوم كلها، وصحب طوائف الناس لا يبلغ مبالغ الرجال إلا بالرياضة من شيخ أو إمام مؤدب ناصح، ومن لم يأخذ أدبه من آمر له، وناه يريه عيوب أفعاله، ورعونات نفسه لا يجوز الاقتداء به في تصحيح المعاملات، وكان رضي الله عنه يقول: يأتي على هذه الأمة زمان لا تطيب فيه المعيشة لمؤمن إلا بعد استناده لمنافق، وكان يقول في كلامه: يا من باع كل شيء بلا شيء واشترى لا شيء بكل شيء رضي الله عنه.
ومنهم أبو عبد الله محمد بن منازل النيسابوري
رضي الله عنه
شيخ الملامتية، وأوحد وقته بنيسابور له طريقة تفرد بها. صحب حمدون القصار، وأخذ طريقه، وكان عالما بعلوم الظاهر كتب الحديث الكثير، وكان أبو علي الثقفي يحترمه، ويبجله، ويرفع مقداره مات بنيسابور سنة تسع وعشرين وثلاثمائة. ومن كلامه رضي الله عنه لا خير في فقير لم شفق ذل المكاسب، وذل الرد، وكان رضي الله عنه يقول: من رفع ظن نفسه عن نفسه عاش الناس في ظله، وكان يقول: عبر لسانك عن حالك، ولا تكن بكلامك حاكيا لأحوال غيرك، وكان يقول: إذا لم تنتفع أنت بعلمك فكيف ينتفع به غيرك، وكان يقول: من التزم شيئا لا يحتاج إليه ضيع من أحواله ما يحتاج إليه، ولا بد منه، وكان يقول: لم يضيع أحد من الفقراء فريضة من الفرائض إلا ابتلاه الله بتضييع السنن، ولم يبتل أحد من الفقراء بتضييع السنن إلا أوشك أن يبتلى بالبدع، وكان يقول: لا يجتمع التسليم، والدعوى لأحد بحال، وكان يقول: لو صح لعبد في عمره نفس واحد من غير رياء، ولا شرك لأثر بركات ذلك عليه إلى آخر الدهر، وكان يقول: لم تظهر دعوى العبودية، وتضمر أوصاف الربوبية وكان يقول: من احتجت إلى شيء من علومه فلا تنظر إلى شيء من عيوبه فإن نظرك إلى عيوبه يحرمك بركة الانتفاع بعلومه وكان يقول: أفضل أوقاتك، وقت يسلم الناس فيه من سوء ظنك رضي الله عنه.
ومنهم أبو مغيث الحسين بن منصور الحلاج
رحمه الله تعالى
وهو من أهل بيضاء فارس، ونشأ بواسط العراق. صحب الجنيد، والنوري، وعمرو بن عثمان المكي والفوطي، وغيرهم رحمهم الله أجمعين، والمشايخ في أمره مختلفون رده أكثر المشايخ، ونفوه، وأبوا أن يكون له قدم في التصوف، وقبله بعضهم منهم أبو العباس بن عطاء، ومحمد بن حنيف، وأبو القاسم النصراباذي، وأثنوا عليه، وصححوا حاله، وحكوا عنه كلامه.
وجعلوه أحد المحققين حتى كان محمد بن حنيف يقول: الحسين بن منصور عالم رباني.
قتل رحمه الله تعالى ببغداد بباب الطاق يوم الثلاثاء لست بقين من ذي القعدة سنة تسع، وثلاثمائة. قلت: ورأيت في تاريخ ابن خلكان ما نصه قتل الحسين الحلاج، ولم يثبت عليه ما يوجب القتل رضي الله عنه، وقد أشار القشيري إلى تزكيته حيث ذكر عقيدته مع عقائد أهل السنة أول الكتاب فتحا لباب حسن الظن به ثم ذكره في أواخر الرجال لأجل ما قيل فيه، وقد تقدم بسط ذلك في مقدمة الكتاب، والله تعالى أعلم. ومن كلامه رضي الله عنه حجبهم بالاسم فعاشوا ولو أبرز لهم علوم القدرة لطاشوا، ولو كشف لهم عن الحقيقة لماتوا، وكان يقول: أسماء الله من حيث الإدراك اسم، ومن حيث الحق حقيقة، وكان يقول: إذا تخلص العبد إلى مقام المعرفة أوحى إليه بخواطره، وحرس سره أن يسبح فيه غير خاطر الحق، وعلامة العارف أن يكون فارغا من الدنيا والآخرة. وسئل عن المريد فقال: هو الرامي بأول قصده إلى الله تعالى فلا يعرج حتى يصل وسئل عن التصوف، وهو مصلوب فقال للسائل أهونه ما ترى، وكان يقول: ومن لاحظ الأعمال حجب عن المعمول له، ومن لاحظ المعمول له حجب عن رؤية الأعمال، وكان يقول: لا يجوز لمن يرى غير الله أو يذكر غير الله أن يقول: عرفت الله الأحد الذي ظهرت منه الآحاد
Страница 92