Лаваких Анвар
الطبقات الكبرى المسماة بلواقح الأنوار في طبقات الأخيار
Издатель
مكتبة محمد المليجي الكتبي وأخيه، مصر
Год публикации
1315 هـ
رضي الله عنها
كانت تقوم من أول الليل إلى آخره وكانت رضي الله عنها تقول: إذا عمل العبد بطاعة الله تعالى أطلعه الجبار على مساوئ عمله فتشاغل بها دون خلقه وكانت تصوم الدهر وتقول ما مثلي يفطر في الدنيا، وكانت تقول لزوجها لست أحبك حب الأزواج وإنما أحبك حب الإخوان، وكانت تقول ما سمعت الأذان قط إلا ذكرت منادي يوم القيامة ولا رأيت الثلج قط إلا ذكرت تطاير الصحف، ولا رأيت حرا إلا ذكرت الحشر، وكانت رضي الله عنها تقول: ربما رأيت الجن يذهبون ويجيئون وربما رأيت الحور العين يستترن مني بأكمامهن.
ومناقبها كثيرة رضي الله عنها.
ومنهن أم هارون
رضي الله تعالى عنها
كانت من الخائفين العابدين وكانت تأكل الخبز وحده وكانت تقول: ما أنشرح إلا بدخول الليل فإذا طلع النهار اغتممت وكانت تقوم الليل كله وتقول إذا جاء السحر دخل قلبي الروح. وخرجت مرة فسمعت قائلا يقول خذوها فوقعت مغشيا عليها وما دهنت رأسها بدهن منذ عشرين سنة، وكانت إذا كشفت رأسها وجد شعرها أحسن من شعور النساء، وكانت إذا عرض لها الأسد في البرية قالت له: إن لك في رزقا فكل فيولي راجعا عنها رضي الله عنها.
ومنهن عمرة امرأة حبيب
رضي الله تعالى عنها
كانت تقوم الليل، كله فإذا جاء السحر قالت لزوجها قم يا رجل قد ذهب الليل وجاء النهار وانقض كوكب الملأ الأعلى وسارت قوافل الصالحين وأنت متأخر لا تدركهم. واشتكت من عينيها مرة فقيل لها ما حال وجع عينيك، قالت وجع قلبي أشد رضي الله تعالى عنها.
ومنهن أمة الجليل
رضي الله تعالى عنها
كانت من العابدات الزاهدات، واختلف مرة العابدون في تعريف الولاية على أقوال فقالوا امضوا بنا إلى أمة الجليل فقالوا لها ما الذي عندك من تعريف الولاية؟ فقالت ساعات الولي ساعات شغل عن الدنيا، ساعة لا يتفرغ منها لشيء دون الله عز وجل ثم قال لواحد منهم من حدثكم أن وليا لله تعالى له شغل بغير الله تعالى فكذبوه رضي الله عنها.
ومنهن عبيدة بنت أبي كلاب
رضي الله تعالى عنها
كانت تتردد إلى مالك بن دينار.
وسمعت شخصا يقول لا يبلغ المتقي حقيقة التقوى حتى لا يكون شيء أحب إليه من القدوم على الله عز وجل فخرت مغشيا عليها، وكانت تقول: لا أبالي على أي حال أصبحت أو أمسيت وكان الناس يقدمونها على رابعة رضي الله عنهما.
ومنهن حفيرة العابدة
رضي الله عنها
دخل عليها العابدون رضي الله عنهم يوما يزورونها فقالت لهم: ما شأنكم قالوا نسألك الدعاء قالت لو أن الخاطئين خرسوا ما تكلمت عجوزكم من البكم ولكن الدعاء سنة، ثم قالت جعل الله قراكم من نبق الجنة، وجعل ذكر الموت مني ومنكم على بال، وحفظ علينا الإيمان إلى الممات وهو أرحم الراحمين.
ومنهن شعوانة
رضي الله تعالى عنها
كانت رضي الله تعالى عنها لا تفتر عن البكاء فقيل لها في ذلك قالت والله لوددت أن أبكي حتى تنقطع دموعي ثم أبكي دما حتى لا يبقى جارحة من جسدي فيها دم وكانت تقول من لم يستطع البكاء فليرحم الباكين، فإن الباكي إنما يبكي لمعرفته بنفسه وما جنى عليها وما هو سائر إليه، وكانت تبكي وتقول: إلهي إنك لتعلم أن العطشان من حبك لا يروى أبدا، وكانت التي تخدمها تقول من منذ وقع بصري على شعوانة ما ملت قط إلى الدنيا ببركتها ولا استصغرت في عيني أحدا من المسلمين وكان الفضيل بن عياض رضي الله عنه يأتيها ويتردد إليها ويسألها الدعاء.
ومنهن آمنة الرملية
رضي الله عنها
كان بشر بن الحارث رضي الله عنه يزورها ومرض بشر مرة فعادته آمنة من الرملة فبينما هي عنده إذ دخل الإمام أحمد بن حنبل رضي الله تعالى عنه يعوده كذلك فنظر إلى آمنة رضي الله تعالى عنها فقال لبشر من هذه؟ فقال له بشر هذه آمنة الرملية بلغها مرضي فجاءت من الرملة تعودني، فقال أحمد لبشر رضي الله عنهما فاسألها تدعو لنا فقال لها بشر: ادعي الله لنا فقالت اللهم إن بشر بن الحارث وأحمد بن حنبل يستجيران بك من النار فأجرهما يا أرحم الراحمين، قال الإمام أحمد رضي الله عنه فلما كان من الليل طرحت إلى رقعة من الهواء مكتوب فيها: بسم الله الرحمن الرحيم قد فعلنا ذلك ولدينا مزيد. رضي الله عنهم.
ومنهن منفوسة بنت زيد بن أبي الفوارس
رضي الله تعالى عنها
كانت إذا مات ولدها تضع رأسه على حجرها وتقول والله لتقدمك أمامي خير عندي من تأخرك بعدي ولصبري
Страница 57