Лаваких Анвар
الطبقات الكبرى المسماة بلواقح الأنوار في طبقات الأخيار
Издатель
مكتبة محمد المليجي الكتبي وأخيه، مصر
Год публикации
1315 هـ
تبتل قدماي إني أخاف أن يترحبوا بي فأميل إليهم فيحبط عملي. وشكا له رجل مصيبة فقال قم عني ما وجدت أحدا أهون في عينيك مني تشكو الله تعالى عنده، وكان رضي الله عنه يقول: العلماء ثلاثة عالم بالله وبأمر الله فعلامته أن يخشى الله ويقف عند حدود الله، وعالم بالله دون أوامر الله فعلامته أن يخشى الله ولا يقف عند حدوده، وعالم بأوامر الله دون الله فعلامته أن لا يقف عند حدود الله ولا يخشى الله وهو ممن تسعر بهم النار يوم القيامة، وكان يقول إذا أرضيت ربك أسخطت الناس، وإذا أسخطتهم فتهيأ للسهام والتهيؤ للسهام أحب من أن يذهب دين الرجل، وكان يقول: إذا رأيتم قارئ القرآن يحبه جيرانه فأعلموا أنه مداهن ومناقبه رضي الله عنه كثيرة والله أعلم.
ومنهم إمامنا أبو عبد الله محمد بن إدريس الشافعي
رضي الله عنه
ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم يلتقي معه في عبد مناف.
ولد رضي الله عنه بغزة ثم حمل إلى مكة وهو ابن سنتين وعاش أربعا وخمسين سنة وأقام بمصر أربع سنين ونيفا ثم توفي بمصر ليلة الجمعة بعد المغرب سنة أربع ومائتين.
نشأ رضي الله عنه في حجر أمه في قلة عيش وضيق حال، وكان رضي الله عنه في صباه يجالس العلماء، ويكتب ما يستفيده في العظام ونحوها، لعجزه عن الورق حتى ملأ منها خبايا.
وتفقه في مكة على مسلم بن خالد الزنجي ونزل في شعب الخيف منها ثم قدم المدينة فلزم الإمام مالكا رضي الله عنه، وقرأ عليه الموطأ حفظا فأعجبه قراءته وقال له اتق الله فإنه سيكون لك شأن وكان سن الشافعي رضي الله عنه حين أتى مالكا ثلاث عشرة سنة، ثم رحل إلى اليمن حين تولى عمه القضاء بها، واشتهر بها ثم رحل إلى العراق، وجد في الاشتغال بالعلم وناظر محمد بن الحسن وغيره، ونشر علم الحديث وأقام مذهب أهله، ونصر السنة واستخرج الأحكام منها ورجع كثير من العلماء عن مذاهب كانوا عليها إلى مذهبه، ثم خرج إلى مصر آخر سنة تسع وتسعين ومائة وصنف كتبه الجديدة بها ورحل الناس إليه من سائر الأقطار.
قال الربيع بن سليمان رأيت على باب دار الإمام الشافعي رضي الله عنه سبعمائة راحلة تطلب سماع كتبه رضي الله عنه، وكان يقول مع ذلك إذا صح الحديث فهو مذهبي، وكان رضي الله عنه يقول: وددت أن الخلق تعلموا هذا العلم على أن لا ينسب إلي منه خوف قال شيخنا شيخ الإسلام، أبو يحيى زكريا الأنصاري وقد أجابه الحق إلى ذلك فلا يكاد يسمع في مذهبه إلا مقالات أصحابه قال الرافعي قال النووي قال الزركشي ونحو ذلك وكان يقول وددت أني إذا ناظرت أحدا أن يظهر الله تعالى الحق على يديه وكان يقول: طلب العلم أفضل من صلاة النافلة، وكان يقول من أراد الآخرة فعليه بالإخلاص في العلم وكان يقول: أظلم الظالمين لنفسه من تواضع لمن لا يكرمه ورغب في مودة من لا ينفعه، وقبل مدح من لا يعرفه وكان يقول: لا شيء أزين بالعلماء من الفقر والقناعة والرضا بهما وكان يقول صحبت الصوفية عشر سنين ما استفدت منهم إلا هذين الحرفين الوقت سيف، وأفضل العصمة ألا تجد.
وكان يقول من أحب أن يقضي له بالحسنى فليحسن بالناس الظن وكان يقول: أبين ما في الإنسان ضعفه فمن شهد الضعف من نفسه نال الاستقامة مع الله تعالى وكان يقول من طلب العلم بعز النفس لم يفلح ومن طلبه بذل النفس وخدمة العلماء أفلح، وكان رضي الله عنه يقول: تفقه قبل أن ترأس فإذا ترأست فلا سبيل إلى التفقه، وكان يقول: دققوا مسائل العلم لئلا تضيع دقائقه، وكان يقول: جمال العلماء كرم النفس، وزينة العلم الورع، والحلم، وكان رضي الله عنه يقول: لا عيب بالعلماء أقبح من رغبتهم فيما زهدهم الله فيه وكان يقول: ليس العلم ما حفظ إنما العلم ما نفع، وكان يقول: فقر العلماء اختيار، وفقر الجهلاء اضطرار، وكان يقول: المراء في العلم يقسي القلب ويورث الضغائن وكان رضي الله عنه يقول: الناس في غفلة عن هذه السورة " والعصر إن الإنسان لفي خسر " " العصر: ا - 2 " وكان قد جزأ الليل ثلاثة أجزاء الثلث الأول يكتب والثاني يصلي والثالث ينام وفي رواية ما كان ينام من الليل إلا يسيرا، وكان يختم في كل يوم ختمة، وكان يقول: ما كذبت قد ولا حلفت بالله لا صادقا، ولا كاذبا، وما تركت غسل الجمعة قط لا في برد ولا في سفر ولا حضر وما شبعت منذ ست عشرة سنة إلا شبعة طرحتها من ساعتي، وكان رضي الله عنه يقول: من لم تعزه التقوى فلا عز له.
وكان يقول: ما فزعت من الفقر قط وكان يقول: طلب فضول الدنيا عقوبة عاقب الله بها أهل التوحيد. وكان
Страница 43