Лаваких Анвар
الطبقات الكبرى المسماة بلواقح الأنوار في طبقات الأخيار
Издатель
مكتبة محمد المليجي الكتبي وأخيه، مصر
Год публикации
1315 هـ
تعالى أعلم.
ومنهم فرقد السبخي
رضي الله تعالى عنه
كوفي تولى البصرة كان رضي الله عنه يقول: رأيت في المنام مناد ينادي يا أشباه اليهود كونوا على حياء من الله عز وجل، فإنكم لم تشكروا إذ أعطاكم ولم تصبروا حين ابتلاكم، وكان يقول: مر عابد من بني إسرائيل على كثيب رمل وقد أصابت بني إسرائيل مجاعة فتمنى أن يكون ذلك الرمل دقيقا يشبع به بني إسرائيل، فأوحى الله تعالى لنبي لهم قل للعابد قد أوجبت لك من الأجر ما لو كان دقيقا لتصدقت به رضي الله عنه.
ومنهم محمد بن واسع
رضي الله تعالى عنه ورحمه
كان رضي الله عنه يلبس الصوف فدخل يوما على قتيبة بن مسلم فقال له قتيبة: ما دعاك إلى لبس الصوف؟ فسكت فقال له: كلمك فلا تجيبني. فقال أكره أن أقول زاهد فأزكي نفسي، أو فقير فأشكو ربي عز وجل، وكان رضي الله عنه يقول: من زهد في الدنيا فهو مالك الدنيا والآخرة، وكان يقول: من أقبل بقلبه على الله تعالى أقبل بقلوب العباد إليه، وكان يقول: أدركنا الناس وهم ينامون مع نسائهم على وسادة واحدة، ويبكون حتى تبتل الوسادة من دموعهم عشرين سنة، لا تشعر إمرأتهم بذلك رضي الله عنهم.
ومنهم سليمان التيمي
رضي الله عنه
صلى رضي الله عنه الغداة بوضوء العتمة أربعين سنة، وكان يمشي حافيا وله هيبة على السوقة وغيرهم، وكان يدخل على الأمراء فيأمرهم، وينهاهم رضي الله تعالى عنه.
ومنهم أبو يحيى مالك بن دينار
رضي الله تعالى عنه
كان رضي الله عنه يقول: لولا أخشى أن تكون بدعة لأمرت أني إذا مت أن أغل فأدفع إلى ربي مغلولا كما يدفع العبد الآبق إلى مولاه، وكان رضي الله عنه يقول من علامة حب الدنيا أن يكون دائم البطنة قليل الفطنة، همته بطنه وفرجه يقول متى أصبح فألهو وألعب وآكل وأشرب متى أمسى فأنام جيفة بالليل بطال بالنهار، وسئل رضي الله عنه عن لبس الصوف فقال رضي الله عنه: أما أنا فلا أصلح له لأنه يطلب صفاء، وكان يقول: لم يبق من روح الدنيا إلا ثلاثة لقاء الإخوان والتهجد بالقرآن وبيت خال يذكر الله فيه، وكان إذا سأله سائل والسحابة مارة يقول اصبر حتى تمر هذه السحابة، فإني أخشى أن يكون فيها حجارة ترمينا بها، وكان رضي الله عنه يقول ما بقي لأحد رفيق يساعده على عمل الآخرة إنما هم يفسدن على المرء قلبه، وكان يقول إني أكره أن يأتيني أحد من إخواني إلى منزلي خوفا أن لا أقوم بواجب حقه، وكان يقول في قوله تعالى: " وكان في المدنية تسعة رهط يفسدون في الأرض ولا يصلحون " فكم اليوم في كل مدينة ممن يفسد ولا يصلح، يعني أن ما عدا التسعة كانوا كلهم يصلحون ولا يفسدون ، وكان رضي الله عنه يقول: الناس يستبطئون المطر وأنا أستبطئ الحجر.
وربى معه كلبا فقيل له في ذلك فقال: هو خير من قرين السوء وكان رضي الله عنه يقول: أدركنا الصحابة وهم لا يعيب بعضهم على بعض في الملابس من أعلى وأدنى فكان صاحب الخز لا يعيب على صاحب الصوف، ولا صاحب الصوف يعيب على صاحب الخز، وكان يقول من الإخوان من يكون محبا لك وهو بعيد ويمنعه من لقائك الشغل الذي هو فيه، وكان يقول: قد اصطلحنا كلنا على حب الدنيا فلا صالح ولا عالم يعيب على آخر فيها، وكان إدامه في جميع سنته أن يشتري له بفلسين ملحا، وكان لا يأكل اللحم إلا في أضحية لما ورد في الأكل منها، وكان يقول لأهله: من وافقني على التقلل فهو معي وإلا فالفراق، وكان يتقوت من عمل الخوص، وفي بعض الأوقات يكتب المصاحف، وكان بيته خاليا ليس فيه غير مصحف وإبريق وحصير ويقول: هلك أصحاب الأثقال، وكان يقول في دعائه: اللهم لا تدخل بيت مالك بن دينار من الدنيا شيئا وكان رضي الله عنه يقول: لولا أن يقول الناس جن مالك للبست المسوح، ووضعت الرماد على رأسي بين الناس، وكان رضي الله عنه يقول: إذا تعلم العبد العلم ليعمل له كثر علمه وإذا تعلمه لغير العمل زاده فجورا وتكبرا واحتقارا للعامة، وقال له بعض الولاة: ادع لنا فقال كيف أدعو لكم وألف واحد يدعون عليكم، وكان رضي الله عنه يقول: منذ عرفت أن ذم الناس إفراط، ومدحهم إفراط كرهت مذمتهم.
مات رضي الله عنه سنة إحدى وثلاثين ومائة، والله أعلم.
ومنهم محمد بن المنكدر
رضي الله تعالى عنه
كان يقول: كابدت نفسي أربعين سنة حتى استقامت على آثار السلف، وكان يحج بالأطفال ويقول: تعرضهم
Страница 32