Лаваких Анвар
الطبقات الكبرى المسماة بلواقح الأنوار في طبقات الأخيار
Издатель
مكتبة محمد المليجي الكتبي وأخيه، مصر
Год публикации
1315 هـ
فيها فقدرها أصغر من ذلك.
وكان رضي الله عنه يفسر مشكلات القوم كثيرا فقال: في كلام سهل بن عبد الله لا تكونوا من أبناء الدهر، وكونوا من أبناء الأزل معناه لاحظوا ما سبق في علم الله ولا تتكلوا على علمكم، ولا على عملكم مدة عمركم، وقال في قول بشر الحافي رضي الله عنه إني لأشتهي الشواء منذ أربعين سنة ما صفا لي ثمنه أي لم يأذن لي الحق في أكله فلو أذن لي صفا لي ثمنه وإلا فمن أين يأكل في الأربعين سنة، وقال في قول الجنيد رضي الله تعالى عنه أدركت سبعين عارفا كلهم كانوا يعبدون الله تعالى على ظن، ووهم حتى أخي أبا يزيد لو أدرك صبيا من صبياننا لأسم على يديه معناه أنهم يقولون ما بعد المقام الذي، وصلناه مقام فهذا، وهم، وظن فإن كل مقام فوقه مقام إلى ما لا يتناهى وليس معناه الظن، والوهم في معرفتهم بالله تعانى ومعنى لأسلم على يديه أي لانقاد له لأن الإسلام هو الانقياد، وقال في قول: أبي يزيد رضي الله تعالى عنه خضت بحرا، وقف الأنبياء بساحله معناه أن أبا يزيد رضي الله تعالى عنه يشكو ضعفه وعجزه عن اللحوق بالأنبياء عليهم الصلاة، والسلام وذلك لأن الأنبياء عليهم الصلاة، والسلام خاضوا بحر التوحيد، ووقفوا على الجانب الآخر على ساحل الفرق يدعون الخلق إلى الخوض أي فلو كنت كاملا لوقفت حيث وقفوا قال ابن عطاء الله رضي الله عنه وهذا الذي فسر به الشيخ كلام أبي يزيد رضي الله عنه هو اللائق بمقام أبي يزيد.
وقد كان يقول جميع ما أخذ الأولياء بالنسبة لما أخذ الأنبياء عليهم الصلاة والسلام كزق مليء عس ثم رشحت منه رشاحة فما في باطن الزق للأنبياء عليهم الصلاة والسلام، وتلك الرشاحة للأولياء رضي الله عنه. والمشهور عن أبي يزيد رضي الله عنه التعظيم لمراسم الشريعة، والقيام بكمال الأدب فالحق تأويل أحوال الأكابر من أهل الاستقامة دون المبادرة إلى الإنكار، وقال في حكاية الحارث بن أسد من أنه كان إذا مد يده إلى طعام فيه شبهة تحرك عليه إصبعه كيف هذا.
وقد قدم لأبي بكر الصديق رضي الله عنه لبن فأكل منه ثم، وجد كدورته في قلبه فقال: من أين لكم هذا اللبن. فقال غلام له كنت تكهنت لقوم في الجاهلية فأعطوني ثمن كهانتي فتقايأه أبو بكر الصديق رضي الله عنه فلم يكن للصديق عرق يتحرك عليه إذا أكل طعاما فيه شبهة مع كونه أفضل من الحارث بالإجماع. الجواب أن أبا بكر رضي الله عنه كان خليفة مشرعا للعباد حتى يقتدى به من أكل طعاما فيه شبهة، ولم يعلم فيتكلف طرحه بعد أكله فيثيبه الله تعالى على ذلك، والحارث رضي الله عنه لم يكن إذ ذاك مشرعا ولا قدوة إنما يعمل بقصد نفع نفسه فقط، ومعلوم أن القدوة من شأنه التنزل في المقام للتعليم. وكان رضي الله عنه يقول: إنما بدأ القشيري في رسالته بالفضيل بن عياض، وإبراهيم بن أدهم لأنهما كانا قد تقدم لهما زمن قطيعة فلما أقبلا أقبل الله عليهما فبدأ بذكرهما بسطا لرجاء المريدين الذين كانت تقدمت منهم الزلات، والمخالفات، وليعلم أن فضل الله ليس بمعلل بعمل، ولو أنه بدأ بالجنيد، وسهل بن عبد الله وعتبة الغلام، وأمثالهم ممن نشأ في طريق الله لربما قال: قائل من يدرك هؤلاء لم يسبق لهم زلات، ولا مخالفات، وقال في قول سمنون المحب :
وليس لي في سواك حظ ... فكيفما شئت فاختبرني
فابتلى بحصر البول فصاح، وصار يقول: ادعوا لعمكم الكذاب لو كان سمنون قال عوض ما قال فكيفما شئت فاختبرني فاعف عني لكان أول من طلب الاختبار. قلت: وإنما وقع الامتحان لسمنون لغفلته عن التبري من الدعوى فلو قال: مدني بالقوة ثم اختبرني بما شئت لم يمتحن، وكان شيخنا رضي الله عنه يقول: إذا قيل لك أتخاف الله تعالى فقل نعم لكن بقدر ما خلقه في من الخوف، وكذلك القول في أتحب الله تعالى فمن سلك ذلك لا يقع له امتحان لتعويله على الله تعالى لا على قوة نفسه هو وقد قالوا: كل مدع ممتحن، وهذا ميزانه، والله أعلم.
وقال في قول السري رضي الله عنه في حد التوبة التوبة أن لا تنسى ذنبك. هو أولى عن قول الجنيد رضي الله عنه، وغيره التوبة أن تنسى ذنبك لأن كلام السري رضي الله عنه يدل على مبادي المقامات، وكان السري مكلفا الكلام على مقامات العباد لكماله، والجنيد، وغيره لم يكن إذ ذاك قدوة للناس فافهم، وقال في قول
Страница 15