138

Лаваких Анвар

الطبقات الكبرى المسماة بلواقح الأنوار في طبقات الأخيار

Издатель

مكتبة محمد المليجي الكتبي وأخيه، مصر

Год публикации

1315 هـ

وجعلك ممن، وفى بعهده، وصدق في قوله وفعله وجعلك ممن أراد الله عز وجل وجل في الطلب بالصدق والأدب وأراد رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمتابعة، والتصديق، وأراد الدار الآخرة بالأعمال الصالحة، واحتمال الأذى، وترك الأذى، وجعلك من المستهترين أي المواظبين لذكر الله تعالى الوجلين من خشية الله تعالى المخلصين لله عز وجل الموحدين لله عز وجل المصدقين لله المؤثرين لله تعالى على أنفسهم المقدمين حقه على حقوقهم الذين خلت بواطنهم من الحقد، وقلوبهم من سواه، ولم يطلبوا من مولاهم سوى الدين الذين لا يستأثرون، ولا يزاحمون ولا يتخصصون، ولسوى مولاهم لا يريدون، وبغيره لا يفرحون، وعلى فقد غيره لا يحزنون الذين هم على جميع أمة محمد صلى الله عليه وسلم يشفقون، وبهم يرفقون الذين ينصحون المسلمين ولا يقبحون ويعرفون، ولا يعنفون، وعن عيب من فيه العيب يغمضون، ويسترون، ولعورات المسلمين لا يتبعون الذين هم لله تعالى في جميع الحركات، والسكنات يراقبون الذين غضبهم لله تعالى من غير حقد، ولا تمني سوء، ورضاهم لله عز وجل من غير هوى الذين لا يأمرون إلا بما أمرت به الشريعة، ولا ينكرون إلا ما أنكرت الشريعة على حسب طاقتهم الذين لا تأخذهم في الله لومة لائم الذين يبغضون الظلم من الظالم، ويمقتون الظالم، ولا يعظمونه، ويسألون الله تعالى تعجيز الظلمة حتى لا يظلمون، ويتوب الله عليهم حتى يتوبون الذين بما أنزل الله تعالى، وقول رسول الله صلى الله عليه وسلم، يحكمون الزاهدين في الدنيا، والخلق المقبلين بكليتهم على الحق الذين لا يرون من مولاهم إلا ما يرضونه، ويستحسنونه، ولا يرون من نفوسهم إلا ما يكرهونه، ويستوحشونه، وجعلك يا أخي من الموحدين الذين لا شرك عندهم المنزهين الذين لا تهمة عندهم المصدقين الذين لا شك عندهم الذاكرين الذين لا نسيان عندهم الطالبين الذين لا فتور عندهم المتبعين الذين لا ابتداع عندهم المؤثرين الذين لا شفقة على نفوسهم عندهم الزاهدين الذين لا ميل إلى السوي عندهم الذين لا منازعة عندهم الراضين الذين لا سخط عندهم الراحمين للخلق ولا غلظة عندهم الناصحين الذين لا مصانعة عندهم الذين الخوف ملازمهم، والعظمة نصب أعينهم الذين لا يخطر ببالهم كيفية، ولا خيال، وجعلك يا أخي من المحافظين للطاعة التاركين للعادة الذين لا يرضيهم سوى

مولاهم، ولا يرضون نفوسهم، وأرواحهم له، ولا سواهم الذين لا يحقدون، ولا يبغضون. ولاهم، ولا يرضون نفوسهم، وأرواحهم له، ولا سواهم الذين لا يحقدون، ولا يبغضون.

ويقفون أثر الشارع، وبه يقتدون، وعلى جميع أصحابه يترحمون، وللقرابة يوادون، وبفضل السلف يعترفون الذين لا يبدعون المسلمين بآرائهم، ولا بأهوائهم، ولا يفسقون الذين خلت بواطنهم من ظن السوء أو تمنيه لمن آمن بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر الذين ليس في بواطنهم إلا الشفقة، والرحمة الذين لا تعجبهم زينة الدنيا، ولا يرون عزيزها عزيزا، ولا غنيها غنيا، ولا ملكها ملكا، ولا المستريح فيها مستريحا، ولا الصحيح فيها معافى الذين يرحمون من أخذ الدنيا بحذافيرها لأنه ما معه شيء الذين يطالبون نفوسهم بالحقوق، ولا يطالبون لنفوسهم الذين لا يلحقهم هم لأجل مقسوم، ولا خوف من مخلوق الذين باينوا صفاتهم حتى انغمرت، ونقوا أخلاقهم حتى ذهبت، وخالفوا نفوسهم حتى عدمت الذين يحببون الله عز وجل إلى خلقه، ويذكرونهم نعمه، ويحببون خلقه إليه بحثهم على طاعته والاعتراف بنعمته والاعتذار من تقصيرهم في خدمته الذين أيديهم مقبوضة عن أموال الناس، وجوارحهم مكفوفة عن أذى المسلمين، والمسلمون معهم في راحة لا يقابلون عن السوء إلا عفوا، وصفحا آمين اللهم آمين: انتهى والله أعلم.

قلت: وجميع هذه الرسالة من أخلاق الكمل، وما رأيت في لسان الأولياء أوسع أخلاقا منه، ومن سيدي أحمد بن الرفاعي رضي الله عنهما.

ومنهم الشيخ العارف بالله تعالى سيدي إبراهيم المسوقي القرشي

رضي الله عنه

هو من أجلاء مشايخ الفقراء أصحاب الخرق، وكان من صدور المقربين، وكان صاحب كرامات ظاهرة ومقامات فاخرة، ومآثر ظاهرة، وبصائر باهرة، وأحوال خارقة، وأنفاس صادقة، وهمم عالية، ورتب سنية ومناظر بهية، وإشارات نورانية، ونفحات روحانية، وأسرار ملكوتية، ومحاضرات قدسية له المعراج الأعلى في المعارف، والمنهاج الأسنى في الحقائق، والطور الأرفع في المعالي، والقدم الراسخ في أحوال النهايات، واليد البيضاء في علوم الموارد، والباع الطويل في التصريف النافذ، والكشف الخارق عن حقائق الآيات، والفتح المضاعف في معنى المشاهدات، وهو أحد من أظهره الله عز وجل إلى الوجود وأبرزه رحمة للخلق، وأوقع له القبول التام عند

Страница 140