============================================================
9 العبادة ولا شك ان معنى العبادة هو المقصود الاصلى من الخلق كما قال تعالى اوما خلقت المجن والانس الا ليعبدون) وآيضا فلا يحصل وصف العبودية الا عند حصول جميع صفات الله ذي الجلال والاكرام والتنزيه عن مشابهة جميع
الممكنات والاتصاف بالعلم التام والقدرة التامة ولما حصل لذا الاسم أشرف خصال الاسماء واشرف خصال الصفات ثبت انه اعظم اسماء الله تعالي هذا جملة مايمكن تقريره في هذا الباب القول الثالث هو آن أعظم الاسماء قوانا الحى القيوم ويدل عليه وجهان * الاول ماروى آن أبى بن كعب طلب من رسول الله صلى الله عليه وسلم ان يعلمه الاسم الاعظم فقال هو فى قوله (الله لااله الا هو الحى القيوم) أوفى قوله (الم الله لا اله الاهو الحي القيوم) قالو اوليس ذلك هو قولنا الله لااله الا هو لآن هذه الكلمة موجودة في آيات كثيرة فلما حصر الرسول الامم الاعظم فى هائين علمنا آن ذلك هو الحي القيوم * الوجه الثاني انا سنبين ان شاء الله تعالي في تفسير الحي القيوم ان هذين الاسمين يدلان من صفات العظمة والكبرياء والاطية على مالايدل عليه سائر الاسماء وذلك يقتضى كون هذين الاسمين اعظم الاسماء* القول الرابع آن الامم الاعظم هو قولنا
ذو الجلال والاكرام ويدل عليه وجهان الاول قوله عليه الصلاة والسلام ألظوا بياذا الجلال والا كرام * واثاني هو ان هذه الكلمة دالة على جميم
الصفات المعتبرة فى الالهية اما الجلال فهو اشارة الى السلوب وآما الا كرام فهو اشارة الي الاضافات ومعلوم ان الصفات المعلومة للخلق مخصورة في هذين القسمين وأيضا فالجلال اشارة الى كونه مقدسا عن غايات العقول ونهايات الاوهام وذلك مشعر بغاية البعد والاكرام اشارة الى صفات الرحمة والاحسان وذلك مشعر بغاية القرب فقولنا ذوالجلال والاكرام اشارة الي كونه قريبا بعيدا
Страница 73