Лавамик Анвар
لوامع الأنوار البهية وسواطع الأسرار الأثرية لشرح الدرة المضية في عقد الفرقة المرضية
Издатель
مؤسسة الخافقين ومكتبتها
Издание
الثانية
Год публикации
1402 AH
Место издания
دمشق
Жанры
Религии и учения
مَوْجُودَانِ، يَسُدُّ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مَسَدَّ الْآخَرِ.
وَالْمُتَمَاثِلَانِ وَإِنِ اشْتَرَكَا فِي الصِّفَاتِ النَّفْسِيَّةِ، لَكِنْ لَا بُدَّ مِنِ اخْتِلَافِهِمَا بِجِهَةٍ أُخْرَى لِيَتَحَقَّقَ التَّعَدُّدُ وَالتَّمَايُزُ، فَيَصِحُّ التَّمَاثُلُ، وَنُسِبَ إِلَى الْأَشْعَرِيِّ أَنَّهُ يُشْتَرَطُ فِي التَّمَاثُلِ التَّسَاوِي مِنْ كُلِّ وَجْهٍ، وَاعْتُرِضَ بِأَنَّهُ لَا تَعَدُّدَ حِينَئِذٍ فَلَا تَمَاثُلَ، وَبِأَنَّ أَهْلَ اللُّغَةِ مُطْبِقُونَ عَلَى صِحَّةِ قَوْلِنَا زَيْدٌ مِثْلُ عَمْرٍو فِي الْفِقْهِ، إِذَا كَانَ يُسَاوِيهِ فِيهِ وَسَدَّ مَسَدَّهُ، وَإِنِ اخْتَلَفَا فِي كَثِيرٍ مِنَ الْأَوْصَافِ، وَفِي الْحَدِيثِ: " «الْحِنْطَةُ بِالْحِنْطَةِ مِثْلًا بِمِثْلٍ» "، أَرَادَ بِهِ الِاسْتِوَاءَ فِي الْكَيْلِ دُونَ الْوَزْنِ وَعَدَدِ الْحَبَّاتِ وَأَوْصَافِهَا، وَلَا يَخْفَى أَنَّ مِنَ الْمُمْكِنِ أَنْ يُقَالَ الْمُرَادُ التَّسَاوِي فِي الْوَجْهِ الَّذِي بِهِ التَّمَاثُلُ، فَزَيْدٌ وَعَمْرٌو إِذَا اشْتَرَكَا فِي الْفِقْهِ وَكَانَ بَيْنَهُمَا مُسَاوَاةٌ فِيهِ بِحَيْثُ يَنُوبُ أَحَدُهُمَا عَنِ الْآخَرِ، يَصِحُّ الْقَوْلُ بِأَنَّهُمَا مِثْلَانِ فِيهِ وَإِلَّا فَلَا.
وَكُلُّ هَذَا مُغَالَطَةٌ وَتَمْوِيهٌ، لَيْسَ شَيْءٌ مِنْهُ مِمَّا نَحْنُ فِيهِ، (فَكُلُّ مَا جَاءَ) عَنِ اللَّهِ - تَعَالَى - فِي الْقُرْآنِ الْعَظِيمِ (مِنَ الْآيَاتِ) الْقُرْآنِيَّةِ، (أَوْ صَحَّ) مَجِيئُهُ (فِي الْأَخْبَارِ) بِالْأَسَانِيدِ الثَّابِتَةِ الْمَرْضِيَّةِ، (عَنْ) رُوَاةٍ (ثِقَاتٍ) فِي النَّقْلِ، وَهُمُ الْعُدُولُ الضَّابِطُونَ الْمَرْضِيُّونَ عِنْدَ أَهْلِ الْفَنِّ الْعَارِفِينَ بِالْجَرْحِ وَالتَّعْدِيلِ (مِنَ الْأَحَادِيثِ) الصَّحِيحَةِ وَالْآثَارِ الصَّرِيحَةِ مِمَّا يُوهِمُ تَشْبِيهًا أَوْ تَمْثِيلًا، فَهُوَ مِنَ الْمُتَشَابِهِ الَّذِي لَا يَعْلَمُهُ إِلَّا اللَّهُ، نُؤْمِنُ بِهِ وَبِأَنَّهُ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ - تَعَالَى، وَ(نُمِرُّهُ كَمَا قَدْ جَاءَ) عَنِ اللَّهِ، أَوْ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ، فَيُوصَفُ
1 / 95