============================================================
لطائف الفن الفائدة البادة: كان الشيخ أبو العباس يقول: لو كان المسئول أبا بكر لم يطالبه الرسول بإقامة برهان على ما ادعى، لأن عظيم رتبة أبى بكر شاهدة له من غير إظهار برهان، فأراد الرسول أن يغرفتا الفرق بين رتبة أصحابه، فمنهم من هو كحارثة لما ادعى حقيقة الايمان طولب ببرهانها، ومنهم من هو كأبى بكر وهمر يثبت لهم الرسول الالرتب، وان لم يثبتوها لأنفسهم ، الا ترى الحديث الوارد، أن بقرة فى ينى إسرائيل ركبها رجل وأجهدها، فقالت: بحان الله لم أخلق لهذا، وإنما خلقت للحرث، فقال الصحابة: مبحان الله أبقرة تتكلم، فقال رسول الله ( آمنت بذلك أنا وأبو بكر وعمر وهما غائيان (1) فانظر هذه المرتبة، ما أفخمها هذه المنزلة ما أعظمها وسمعت شيخنا أبا العباس يقول: معنى قوله ( آمنت بذلك وأبو بكر وعمر) اى: من غير عجب، وأنتم آمنتم متعجبين، فلأجل ذلك قالوا: سبحان الله أبقرة تتكلم، وكان يقول أن الملائكة لما بشرت زوجة إبراهيم بالولد قالت: أالد وأنا عجوز؟ وهذا بعلى شيخا هذا لشىء عجيب، فقالت الملائكة لها: أتعجبين من أمر الله، أمر الله لا يتعجب نه فلم يسمها الحق صديقة، ومريم لا بشرت بالولد من غير آب فلم تتعجب من ذلك سماها صديقة، فقال سبحانه (وامه صديقة(2) الفائدة السابعة: استدل الصحابى على حقيقة إيمانه يزهده فى الدنيا، وكذلك هذا الايمان إذا تحقق به من قام به أورثه الزهد فى الدنيا ، لأن الإيمان بالله يوجب لك التصدق بلقائه وعلمك بأن كل آت قريب يوجب لك شهود قرب ذلك فيورثك ذلك الزهد فى الدنيا، ولأن نور الايمان يكشف لك عن إعزاز الحق لك، وتأنف همتك من الإقبال على الدنيا والتطلع إليها مع أن الحقيقة تقتضى أن الزهد فى الدنيا مثبت لها، فإنه شهد لها بالوجود إذا ثبتها مزهودا فيها، وإذا شهد لها بالوجود فقد عظمها، وهو معنى قول الشيخ أبى الحسن الشاذلى ه: والله لقد عظمتها إذا زهدت فيها ومثل زهد الزاهد فيما زهده فيه فتاء الفانى عما فنى عنه، قاثبات أنك فان عن الشىء إثبات لذلك الشىء فعا لا وجود له لا يتعلق به فناء ولا زهد ولا ترك، ولنا فى هذا المعنى أبيات كتبت بها لبعض إخواننا يسمى حسنا: (1) أخرجه القرمذى (4977) والقرطبى (16/16) (2) (الماثدة: 75)
Страница 112