257

Латаиф Маариф

لطائف المعارف فيما لمواسم العام من الوظائف

Редактор

ياسين محمد السواس

Издатель

دار ابن كثير

Номер издания

الخامسة

Год публикации

1420 AH

Место издания

بيروت

Жанры

Суфизм
وقال الشافعي: بلَغنا أن الدُّعاءَ يُستجاب في خمسِ ليالٍ ليلةِ الجمعة، والعيدين، وأوَّلِ رجبٍ، ونصفِ شعبانَ. قال: واسْتُحِبَّ كل ما حكيت في هذه الليالي. ولا يُعرفُ للإمام أحمدَ كلامٌ في ليلةِ نِصفِ شعبانَ. ويُخرَّج (^١) في اسْتِحباب قيامِها عنه روايتان، مِن الرِّوايتين عنه: في قيام ليلةِ (^٢) العيدِ، فإنَّه في روايةٍ لَم يستحبَّ قيامَها جماعةً؛ لأنَّه لم يُنقَلْ عن النبي ﷺ وأصحابِهِ. واستحبَّها في روايةٍ لفعلِ عبد الرحمن (^٣) بن يزيد بن الأسود لذلك، وهو من التابعين. فكذلك قيامُ ليلةِ النصفِ من شعبان (^٤) لم يثبتْ فيها شيءٌ عن النبي ﷺ ولا عن أصحابِهِ، وثبَتَ فيها عن طائفةٍ مِن التابعين مِن أعيان فُقهاءِ أهلِ الشامِ.
ورُوِي عن كعبٍ، قال: إن الله تعالى يبعثُ ليلةَ النصفِ من شعبانَ جبريلَ ﵇ إلى الجنَّة، فيَأمُرها أن تتزيَّنَ، ويقول: إنَّ الله تعالى قد أعتقَ في ليلتِك هذه عدَدَ نجوم السَّماءِ وعدَدَ أيَّام الدُّنيا وليالِيها، وعدَدَ ورقِ الشَّجرِ، وزِنَة الجبالِ، وعدَدَ الرمالَ.
وروى سعيدُ بن منصور، حدثنا أبو معشر، عن أبي حازم ومحمد بن قيس، عن عطاء بن يسار، قال: ما مِن ليلةٍ بعدَ ليلةِ القَدرِ أفضلُ من ليلة النصف (^٥) من شعبان، ينزِلُ الله ﵎ إلى السَّماءِ الدُّنيا فيغفِرُ لعبادِهِ كلِّهم، إلَّا لِمُشركٍ أو مُشاحنٍ أو قاطعِ رحمٍ. فيا مَنْ أُعْتِقَ فيها مِن النَّارِ، هنيئًا لك. هذه (^٦) المنحة الجسيمة، ويا أيُّها المردُودُ (^٧) فيها، جَبَرَ الله مصيبتَكَ؛ فإنَّها مصيبةٌ عظيمةٌ.
بَكَيْتُ على نَفْسِي وحُقَّ (^٨) لي البُكا … وما أنا مِن تَضييع عُمريَ في شَكِّ

(^١) في ب، ش، ط: "ويتخرَّج".
(^٢) في ب، ط: "ليلتي".
(^٣) في آ، ع: "عبد الرحمن بن يزيد الأسود"، ولعله عبد الرحمن بن الأسود بن يزيد بن قيس، أبو حفص النخعي الكوفي، الفقيه، الإمام ابن الإمام. حدَّث عن أبيه، وعمِّه علقمة بن قيس، وعائشة، وابن الزبير وغيرهم، روى له الجماعه. مات سنة ٩٨ أو ٩٩ هـ. (سير أعلام النبلاء ٥/ ١١).
(^٤) قوله: "من شعبان" لم يرد في ب، ط.
(^٥) في آ، ش، ع: "نصف شعبان".
(^٦) لفظ "هذه" لم يرد في ب، ط.
(^٧) في آ، ع: "المطرود عنها". وفي ش: "المردود، آجر الله … ".
(^٨) في آ: "وحُقَّ أن أبكي"، وفي ش، ع: "وحقي أن أبكي"، والمثبت من ب، ط.

1 / 264