قال ابن بسام: (أحد وزراء المعتضد الكتاب الأعيان، وممن شهر بالإحسان، في صناعة النظم والتثر. لم أقع له عن نقلي هذه النسخة إلا على التافه والنزر، ذكره صاحب الجذوة مرتين: ٦٥، ٢٨٣ فقال في الموضع الأول أنه أديب شاعر يروي عنه ابنه عبد العزيز، وأن ابن حزم ذكره، وأورد له في الموضع الثاني أبياتًا من قصيدة طويلة قالها في القاضي أبي الفرج ابن العطار (الذخيرة ٢: ١١٢) ٣٢- أبو الوليد إسماعيل بن محمد الملقب بحبيب: أبو الوليد إسماعيل بن عامر بن حبب، الملقب بحبيب، قال ابن الأبار: (إن أباه كان يلقب بذاك. توفي فير حدود ٤٤٠ وهو ابن اثنين وعشرين سنة) (وقال ابن سعيد: (ابن تسع وعشرين سنة"، وذهب ابن سعيد إلى أن المعتضد هو الذي قتله. وكان له أخ اسمه محمد بن محمد بن عامر وهو شيخ أبي بكر ابن العربي، وكانت لأبيه قدم في الرياسة عند المعتضد.
كما أشار ابن بسام وله كتاب سماه (البديع في فصل الربيع) جمع فيه أشعار أهل الأندلس خاصة، أعرب فيه عن أدب غزير وحظ من الحفظ موفور. (الذخيرة ٢: ص١٢٤) ٣٣- أبو جعفر أحمد بن الآبار: أحد شعراء المعتضد المحسنين والمتفننين انتحل الشعر فافتن وتصرف، وعني بالعلم فجمع وصنف. وله في صناعة النظم فضل لا يرد، وإحسان لا يعد (الذخيرة ٢: ١٣٥) ٣٤- أبو الحسن علي بن حصن الأشبيلي: قال ابن بسام: (من مشاهير شعراء المعتضد أيضًا. إذا ذكر شعرًا ظن أنه صانعه، أو ديوانًا توهم أنه مؤلفه وجامعه. وإني لأعجب من قوم من أهل أفقنا لم يعرفوه ولم ينصفوه، فأضربوا عن ذكره وزهدوا في أعلاق شعره. ولعلهم حاسبوه بخزعبلات كان يبعث بها بين مجونه وسكره. ونقل ابن سعيد عن الحجاري قوله: (ابن حصن نشأ مع المعتضد فاستوزره إلا أنه كان فيه طيش أداه إلى حتفه. (الذخيرة ٢: ١٥٩) ٣٥- الوزير أبو عمر الباجي: أبو عمر يوسف بن جعفر بن يوسف الباجي؛ وباجة Baje إحدى مدن الجانب الغربي من الأندلس وكانت من اشبيلية وينتسب إليها كثيرون. ويلتبس الأمر على بعض الباحثين فتختلط لديه الأسماء والمسميات؛ ونحب أن نوضح هنا بعض اللبس فهناك (أبو عمر الباجي) أحمد بن عبد الله بن محمد بن علي بن شريفة اللخمي، المتوفى سنة ٣٩٦؛ وأبو مروان الباجي (عبد الملك بن عبد العزيز ابن شريفة اللخمي من سلالة الأول) توفي سنة ٥٣٢هـ، وأبو الوليد الباجي (سليمان بن خلف بن سعد بن أيوب الباجي) المتوفى سنة ٤٧٤- وهناك يوسف الباجي جد الشاعر وقد أنجب الكاتب جعفر بن يوسف الباجي، كاتب يحيى بن إسماعيل بن ذي النون، والد الشاعر، وأنجب هذا الوالد ولدين هما عبد الله، وأبو عمر يوسف وهو الشاعر الذي نتحدث عنه، ويذكر ابن بسام أن رسائله تختلط مع رسائل أبيه ويصعب التحقق من صحة النسبة إلى الأب أو إلى الابن- رحل الشاعر إلى المشرق وحج وولي قضاء حلب وعاد إلى الأندلس فجل قدره عند المقتدر بن هود ملك سرقسطة، ثم رحل عنه وظل يراسله والمودة بينهما قائمة. (الخريدة ٢: ٣٣٧) .
٣٦- أبو العلا زهر بن عبد الله بن زهر: قال بن بسام: (أحد الأفراد الأمجاد من إياد، وقد قدمت في أخبار القاضي ابن عباد من إظلام أفقه على الأشكال، واجتماع فرقة من الأغفال. مما أغنى عن إعادة المقال. وكان الفقيه جده محمد بن مروان بن زهر، منشئ تلك الدولة العبادية أول من تثنى عليه الخناجر، وتشير إليه القلوب والنواظر. فضاقت دولته عن مكانه. وأهمه أمره حتى أخرجه عن بلده، فلحق بشرق الأندلس، وأقام بها بقية عمره. ونشأ ابنه الوزير أبو مروان بن عبد الملك بن محمد ومال إلى التفنن في أنواع التعاليم من الطب وغيره من العلوم. (توفي الفقيه محمد بن مروان بن زهر سنة ٤٢٢) .
ونشأ أبو العلا بن عبد الملك بشرق الأندلس والأفاق تتهادى بعجائبه، والأشم والعراق تتدارس بدائه وغرائبه، ومال إلى علم الأبدان، فلولا جلالة قدره، لقلنا جاذب هاروت طرفًا من سحره. ولم يزل مقيمًا بشرق الأندلس إلى أن كان من غزوة أمير المسلمين وناصر الدين، أبي يعقوب يوسف بن تاشفين ومعه من انضم إليه من ملوك الطوائف. فشخص الوزير أبو العلا معهم. فلقيه المعتمد واستماله واستهواه فحن إلى وطنه، ونزع إلى مقر سلفه، إلا أنه لم يستقر بأشبيلية إلا بعد خلع المعتمد. ودعاه أمير المسلمين ﵀، فلباه. (الذخيرة ٢: ٢١٨) .
1 / 58