تجهم العيد وانهلّت مدامعه ... وكنت أعهد منه البشر والضحكا
كأنما جاء يطوي الأرض من بعض ... شوقًا إليك فلما لم يجدك بكى
وقال:
يا رب لا أقوى على دفع الأذى ... وبك استغثت على الضعيف الموذي
ما لي بعثت علي ألف بعوضة ... وبعثت واحدة على النمروذ
وله في بعض قضاة القيروان:
أقولها لو بلغت ما عسى ... والطبل لا يضرب تحت الكسا
قاضيك إن لم تخصه عاجلًا ... فامنعه أن يحكم بين النسا
وقال:
يا سالكًا بين الأسنة والظبا ... إني أشم عليك رائحة الدم
يا ليت شعري من رقاك بعوذة ... حتى وطئت بها فراش الأرقم
وقال:
يا من يتيه بعارضيه ... يريد بالعشاق شرا
ما كنت تصلح في الجديد ... فكيف تصلح بالمطرّى
وقال:
حجت على وجهك أبصارنا ... طائعة يا كعبة الحسن
تسمح خالًا منك في وجنة ... كالحجر الأسود في الركن
وقال:
إن زرته يومًا على خلوة ... أو زارني في موضع خال
كنت له رفعًا على الابتدا ... وكان لي نصبا على الحال
وقال:
همت عذاراه بتقبيله ... فاستل من عينيه سيفين
وذلك المحمر من خده ... دماء ما بين الفريقين
وقال:
أغننى يا أعز ذا الخلق عندي ... حي نجدًا ومن بأكناف نجد
واسقني ما يصير ذو البخل منها ... حاتمًا والجبان عمرو بن معدي
في أوان الشباب عاجلني الشي ... ب فهذا من أول الدن دردي
وقال:
لو وضع الورد على خده ... ما عرف الخد من الورد
قال لذي يعجب من حسنه ... اقرأ عليه سورة الحمد
وقال:
كأنه وكأنها ... قمرٌ أحاط به شفق
فإذا بدا وإذا مشى ... وإذا رنا وإذا نطق
شغل الجوانح والجوا ... رح والخواطر والحدق
وقال من قصيدة:
احسبي وحسبك من لوم وتثريب ... بابن الذي كان يغريني ويغري بي
قرعت سني على فاتني ندمًا ... من الشباب ومن باللهو للشيب
ومنها:
أيام تصحبني الغزلان آنسة ... هذا على أنني أعدي من الذيب
وقال:
اختر لنفسك من تعا ... دي كاختيارك من تصادق
إن العدو أخو الصديق ... وإن تخالفت الطرائق
وقال:
البحر صعب المذاق مر ... لا جعلت حاجتي غليه
أليس ماء ونحن طين ... فما عسى صبرنا عليه
وقال:
أسلمني حب سليمانكم ... إلى جوى أيسره القتل
لما بدا جند ملاحاته ... قال الورى ما قالت النمل
١٢١- وقال أبو الفتيان العسقلاني:
سطًا تسعر الآفاق نارًا ورأفة ... ترد هشيم المكرمات أريضا
فلولاك لم يلف الهداية ناظم ... ولم يتوخ المادحون عروضا
وقال:
بقيت لعقد المعالي نظاما ... وللأكرمين جميعًا إماما
وعجل جودك وجه السماء ... برقًا خفوقًا وغيثًا سجاما
فجردت عزمك في النائبات ... حصنًا منيعًا وجيشًا لهاما
ويهدي غليك أريج الثناء ... كما خطرت في الرياض النعامى
فعش ممسكًا بعرى للبقاء ... لا يحدث الدهر فيها انفصاما
١٢٢- وقال محمد بن نعمة بن خليل: وقال:
منن بعثن أهلة مستورة ... فطلعن في فلك العلا أقمارا
ومواهب ومناقب ومناهب ... رفعت له فوق السماء منارا
ومنها:
لازلت في كنف السعود وظلها ... أبدًا تحل بحيث شئت وترحل
مثل الهلال يسير في درجاته ... والشمس في أبراجها تتنقل
أًبحت يا دار المظفر كعبة ... للمجد بلثم ركنها ويقبل
ومنها:
ملك طفيلي السماح يضيف من ... لم يستضف وينيل من لا يسأل
ومنها:
يا عادلًا في كل ما هو فاعل ... ما بال كفك في الندى لا تعدل
أفنى تلاد يديك علمك أنه ... لا يفضل الأقوام من لا يفضل
١٢٣- وقال المجيد بن أبي الشخباء العسقلاني:
أخلاقك الغر المنيرة ما لها ... حملت قذا الواشين وهي سلاف
والإفك في مرآة رأيك ما له ... يخفي وأنت الجوهر الشفاف
وقال:
ما ظلمت غلته ... ولا استطاعت بظلمه
من حسنت ألفاظه ... أصيب بالعين فمه
وقال:
1 / 41