قد غمر القيعان ماء مصندل ... كما أترع الساقي الزجاجة بالخمر
وقال:
فإليك يا نفس الصبا فلطالما ... أذكى نداك حرارة الأشواق
ها إن بي لمما يؤرق ناظري ... أسفًا فهل من نافث أو راق
وقال من قصيدة:
وافتق بناديه التحية زهرة ... نفاحة تغني عن استنشاق
واهزز بها من معطفيه فإنما ... شعشعتها كأسًا بيمني ساق
وقال:
وقد نسمت ريح النعامى فنبهت ... عيون الندامى تحت ريحانة الفجر
وخدر فتاة قد طرقت وإنما ... أبحت به وكر الحمامة للصقر
ومنها:
أشيم بها برق الحديد وربما ... عثرت بأطراف الردينية السمر
فلم ألق إلا صعدة فوق لأمة ... فقلت قضيب قد أطل على نهر
ولا شمت إلا غرة فوق شقرة ... فقلت حباب يستدير على خمر
فسرت وقلب البرق يخفق غيرة ... هناك وعين النجم تنظر عن شزر
وطار إليها بي جناح صبابة ... فطار بها عنّي جناح من الذعر
وأطرب سجع الحلي من خيزرانة ... تميل بها ريح الشبيبة السكر
غزالية الألحاظ ريمية الطلى ... مدامية الألمي حبابية الثغر
تلاقي نسيبي في هواها وأدمعي ... فمن لؤلؤ نظم ومن لؤلؤ نثر
وقد خلعت ليلًا علينا يد الهوى ... رداء عناق مزقته يد الفجر
وحط رداء الغيم عن منكب الصبا ... ودل على ذيل الربا نفس الزهر
صدت ودون النجم ستر غمامة ... يشف كما شف الرماد عن الجمر
منها:
ووجه وضئ شف عنه لثامه ... كما شف رقراق الغمام عن البدر
سرى بين نوار لزرق أسنة ... حداد وأوراق لراياته خضر
ومنها:
وأدهم لولا أنه راق صورة ... لما عرفته العين من ليلة الهجر
له غرة تستصحب النصر طلقة ... كفاك بها في سورة الحسن من بشر
ومنها:
رميت بآمالي إليه وإنما ... حملت به المرعى الحديب إلى القطر
وقال:
ولم أدر ما أشجى وأدعي إلى الهوى ... أخفقة برق أم غناء حمام
وقل لغمام الحف الأرض ذيله ... فلف فجاجًا تحته بإكام
منها:
ومنتصب كالرمح هزة عرة ... وفتلة بآس واستواء قوام
وقال:
أقوى محل من شبابك آهل ... فوقفت أندب منه رسمًا عافيًا
مثل العذار هناك نؤيًا داثرًا ... واسردت الخيلان فيه أثافيا
وقال:
فإن بكيت فقد يبكي الجليد فعن ... شجو يفجر عين الماء في الحجر
٨٠- وقال الأديب أبو بكر بن عيسى الداني المعروف بابن اللبانة:
بدا على خده عذار ... في مثله يعذز الكئيب
وليس ذاك العذار شعرًا ... لكنما سره غريب
لما أراق الدماء ظلمًا ... بدت على خده الذنوب
وقال:
بدا على خده خال يزينه ... فزادني شغفًا فيه على شغف
كأن حبة فقلبي حين رؤيته ... طارت فقال لها في الخد منه قفي
وقال:
يروقك في أهل الجمال ابن سيد ... كترجمة راقت وليس لها معنى
حكى شجر الدفلاء حسنًا ومنظرًا ... فما أحسن المجلى وما أقبح المجنى
وقال:
كرمت ولا بحر حكاك ولا حيا ... وفت فلا عجم شأتك ولا عرب
وأوليتني منك الجميل فواله ... عسى السح من نعماك يتبعه السكب
وقال يعاتب:
نبا بيدي حسام من رضاكا ... فوافتني النوائب عند ذاكا
وكيف يقيم عندك من رمته ... خطوب الدهر في أعلى ذراكا
فلا ناديك يحضره لأنس ... ولا في وقت تأميل يراكا
وقال:
يا موقدًا بجوانحي نار الأسى ... رفقًا فماء الدمع قد بلغ الزبى
نبت الصبا في صحن خدك روضة ... لو لم يدب الصدغ فيها عقربا
منها:
ملك غدا معنى غريبًا في العلا ... وغدت به الأيام لفظًا معربا
أجلى من السيف الصقيل المنتضى ... صفحًا، وأمضى من ظباه مضربا
حادثته فلقطت منه جوهرًا ... ونظرته فرأيت منه كوكبا
رطب اللسان كان في ألفاظه ... راحًا معتقةً وشدوًا مطربا
راقت على عليائه آدابه ... فكأنها زهر تفتح في ربى
يهب الديار المستقرة، والهضا ... ب المستقلة، والبسيط المعشبا
1 / 28