ولا هالني إلا نذير برحلة ... مسحت له من روعة جفن نائم
منها:
فإن دقت الهيجاء أرماح حلبة ... فثم من الآراء أمضى لهاذم
وإن هدت الأسياف أركان دولة ... فثم من الأقلام أقوى دعائم
ترى بهم من هزة في طلاقة ... لدان العوالي ففي بريق الصوارم
وقال:
لله نورية المحيا ... تحمل نارية الحميا
درنا بها تحت ظل دوح ... قد راق وطاب ريا
تجسم النور فيه نورًا ... فكل غصن به ثريا
وقال:
ومعرض لي بالهجاء وهجره ... جاوبته عن شعره في ظهره
فلئن نكن بالأمس قد لطنا به ... فاليوم أشعاري تلوط بشعره
وقال الخفاجي:
تعقله ريان من خمر ريقة ... له رشفها دوني ولي دونه السكر
ترقرق ماء مقلتاي ووجهه ... ويذكي على قلبي وجنته الجمر
ولا عجب أن طاب نشرًا فإنما ... محاسنه في غصن قامته زهر
أرق نسيبي فيه رقة حسنه ... فلم أدر أي قبلها منهما السحر
وطبنا معا ثغرًا وشعرًا كأنما ... له منطقي ثغر ولي ثغره شعر
وقال في ذم رقعة:
معوجة أسطارها وحروفها ... كأن بها من برد لفظك فالجا
وقال:
ومهفهف طاوي الحشا ... خنث المعاطف والنظر
فإذا رنا وإذا شدا ... وإذا سعى وإذا سفر
فضح المدامة والحما ... مة والغمامة والقمر
وقال:
خذها وقد سفرت إليك يد الصبا ... عن وجه أفق بالغمام ملثم
واقدح بها زند السرور وقد طمى ... بحر الدجى وطفا حباب الأنجم
وانجاب نقع الغيم من قمر الدجى ... عن غرة وضحت بجبهة أدهم
وتعثرت قدم الثريا سحرة ... في برد ليل بالمجرة معلم
وقال:
وحوراء بيضاء المحاسن ... لبست بها الليل البهيم نهارا
هززت لأغصان القدود معاطفًا ... بها ولرمان النهود ثمارا
فسقيًا لأيام هناك سحبتها ... ذيولًا على حكم السرور قصارا
وقال:
وإني إذا ما الليل جاء بفحمة ... لأوري زناد الهم فيها فأقدح
وأتبع طيب الذكر أنة موجع ... فينفح هذا حيث هاتك تلفح
وألقى بياض الصبح يسود وحشة ... فأحسبني أمسي على حين أصبح
غريقًا ببحر الدمع والهم والدجى ... ولو كان بحرًا واحدًا مكنت لأسبح
ففي ناظري لليل مربط أدهم ... وفي وجنتي للدمع أشهب يجمح
وقال:
خفقت لذكرك أضلعي فكأن لي ... في كل جارحة جناحًا يخفق
وتملكني لوعة مشبوبة ... شوقًا إليك وعبرة تترقرق
فابعث بطيفك باغتًا أو واعدًا ... إني إليه كيف كان لشيق
وصل التحية إن عهدك زهرة ... تندى وذكرك نفحة تتنشق
وقال:
فالصبح ثغر في كتابك ضاحك ... والليل طرف في ذراك كحيل
ولكم قصيد من يراعك شاحب ... قد فات صدر الرمح وهو طويل
وتطلعت من برقة وغمامة ... في كل أفق راية ورعيل
فالروض مهتز المعاطف نعمة ... نشوان تعطفه الصبا فيميل
ريان فضضه الندى ثن انجلى ... عنه فذهب صفحتيه أصيل
منها:
والزق منجدل يكب لوجهه ... ويمج روح الراح منه قتيل
منها:
شاكي السلاح بقده وبطرفه ... رمح أصم وصارم مسلول
وأخ تهز له العلا أعطافها ... فكأنه ريحانة وشمول
مياس أعطاف السماح كأنه ... غصن تنفس نوره مطلول
طلق الجبين وللحسام تبسم ... طاوي المصير وبالقناة ذبول
والنقع أدهم للرماح بوجهه ... غرر تلوح وللسيوف حجول
والخيل سطر بالأسنة معجم ... وبحمر ألسنة الظبا مشكول
وقال:
من أشهب شق عنه الركض هبوته ... كما تفري أديم الليل عن فلق
وأدهم فضض التحجيل أكرعه ... كما تعلق بدء الصبح بالغسق
وأشقر سائل في وجهه وضح ... كما تصوب نجم الرجم في شفق
وقال:
ومطرورًا أجرده صقيلًا ... ويعبوبًا أكر به كليما
يشيم به وراء النقع برقًا ... تألق شهبة وصفا أديما
إذا أوطأته أعقاب ليل ... طردت من الظلام به ظليما
وقال:
وارتج يعثر في أذيال خجلته ... غصن بعطفيه من إستبرق ورق
1 / 24