اللطائف من دقائق المعارف
في علوم الحفاظ الأعارف
تأليف
الإمام الحافظ أبي موسى محمد بن أبي بكر بن أبي عيسى المديني
المتوفى ٥٨١ هـ
حققه وعلق عليه وخرج أحاديثه
أبو عبد الله محمد علي سمك
منشورات
محمد علي بيضون
دار الكتب العلمية
بيروت - لبنان
الطبعة الأولى
١٤٢٠ هـ - ١٩٩٩ م
Неизвестная страница
الجزء الأول من كتاب «اللطائف من علوم المعارف»
مما أملاه الشيخ الإمام الحافظ أبو موسى محمد بن أبي بكر بن أبي عيسى المديني حفظه الله مما لم يسبق إليه نفعه الله تعالى والمسلمين به
1 / 15
بسم الله الرحمن الرحيم (رب يسر وأعن واختم بخير وعافية)
حدثنا الشيخ الإمام الحافظ محيي السنة نور الأئمة شمس الحفاظ أبو موسى محمد بن أبي بكر بن أبي عيسى المديني حرسه الله، وأبقاه إملاءً من لفظه يوم السبت الثاني من رجب سنة سبع وأربعين وخمسمائة [قال]:
الحمد لله [رب العالمين] حمد الشاكرين حتى يرضى ربنا وبعد الرضى، وصلواته وسلامه على نبيه محمد كما ينبغي وعلى آله أما بعد:
فهذه أنواع لطاف من علم الحديث لا يهتدي إلى مثلها إلا النحرير من الحفاظ، جمعتها وسميتها «كتاب اللطائف من دقائق المعارف في علوم الحفاظ الأعارف» رجاء أن ينتفع به من يريد معرفة هذا الشأن وبالله ﷿ أستعين وعليه أتوكل فلا حول ولا قوة إلا به، فمن ذلك:
1 / 17
[١] باب رواية رجلين كل واحد منهما عن الآخر وشيخ المروي عنه في روايتهما واحد
نبدأ بالصحابة
رواية الفاروق الأزهر عن الصديق الأكبر ﵄ عن النبي ﷺ
١- أخبرنا أبو القاسم عبد الله بن محمد بن عبد الواحد بن الحصين، وأبو المواهب أحمد بن محمد بن ملوك الوراق ببغداد جميعًا ﵏ قالا: أنا أبو الطيب طاهر بن عبد الله الطبري القاضي، ثنا أبو أحمد محمد بن أحمد بن الغطريف، ثنا أبو خليفة الجمحي، ثنا عبد الله بن محمد بن أسماء، عن جويرية عن مالك، عن الزهري، عن مالك بن أوس بن الحدثان، عن عمر بن الخطاب عن أبي بكر الصديق ﵄ عن النبي ﷺ قال: «لا نورث ما تركنا صدقة» .
قال الإمام: هذا حديث صحيح أخرجه مسلم بن الحجاج في صحيحه من رواية ⦗١٩⦘ جويرية في حديث طويل، ويعد في أفراده عن مالك، وقد روي عن عمر بن مرزوق أيضًا عن مالك.
1 / 18
٢- أخبرنا أبو منصور محمد بن عبد الله بن مندويه سنة خمس وخمسمائة، ثنا أحمد بن عبد الله أبو نعيم، ثنا أبو بكر أحمد بن يوسف بن خلاد العطار، ثنا أبو محمد الحارث عن أبي أسامة، ثنا عبد الله بن عمرو بن أبي أمية، أنا أبو عوانة، ثنا عاصم بن كليب الجرمي، ثنا نفر من بني تيم أو تميم أنهم كانوا عند عبد الله بن الزبير فقال: حدثنا عمر بن الخطاب، قال: حدثني أبو بكر الصديق ﵃ قال: قال رسول الله ﷺ: «لم يمت نبي قط حتى يؤمه رجل من أمته» .
هذا حديث غريب لم نكتبه إلا بهذا الإسناد.
رواية الصديق عن الفاروق ﵄ عن النبي ﷺ ٣- أخبرنا أبو الفتح إسماعيل بن الفضل السراج، أنبأ أبو طاهر بن عبد الرحيم، أنبأ علي بن عمر الحافظ، ثنا أبو محمد الحسن بن أحمد بن سعيد الرهاوي، ثنا العباس بن عبيد الله بن يحيى، ثنا أبو محمد أنس بن أبي أنيسة الرهاوي، ثنا الوليد بن مسلم، عن يزيد بن سعيد بن ذي عصوان، عن عبد الملك بن عمير، عن رافع ⦗٢٠⦘ ابن عمرو الطائي عن أبي بكر الصديق ﵁ أن عمر ﵁ قال للأنصار يوم السقيفة: أتعلمون أن رسول الله ﷺ أمر أبا بكر أن يصلي بالناس قالوا: نعم، قال: فأيكم تطيب نفسه أن يؤم أبا بكر؟! قالوا: لا أينا. رواه عن يزيد غير الوليد أيضًا.
رواية الصديق عن الفاروق ﵄ عن النبي ﷺ ٣- أخبرنا أبو الفتح إسماعيل بن الفضل السراج، أنبأ أبو طاهر بن عبد الرحيم، أنبأ علي بن عمر الحافظ، ثنا أبو محمد الحسن بن أحمد بن سعيد الرهاوي، ثنا العباس بن عبيد الله بن يحيى، ثنا أبو محمد أنس بن أبي أنيسة الرهاوي، ثنا الوليد بن مسلم، عن يزيد بن سعيد بن ذي عصوان، عن عبد الملك بن عمير، عن رافع ⦗٢٠⦘ ابن عمرو الطائي عن أبي بكر الصديق ﵁ أن عمر ﵁ قال للأنصار يوم السقيفة: أتعلمون أن رسول الله ﷺ أمر أبا بكر أن يصلي بالناس قالوا: نعم، قال: فأيكم تطيب نفسه أن يؤم أبا بكر؟! قالوا: لا أينا. رواه عن يزيد غير الوليد أيضًا.
1 / 19
رواية ذي النورين عن الفاروق ﵄ عن النبي ﷺ
٤- أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد الحداد، وأبو منصور بن مندويه، قالا: ثنا أبو نعيم الحافظ ثنا أبو بكر بن خلاد، ثنا الحارث بن أبي أسامة، ثنا عبد الوهاب بن عطاء، ثنا سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن مسلم بن يسار، عن حمران بن أبان عن عثمان بن عفان عن عمر بن الخطاب ﵄ قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: «إني لأعلم كلمة لا يقولها عبد حقًا إلا (حرم على) النار لا إله إلا الله» .
رواه يزيد بن زريع هكذا عن سعيد وذكر فيه قصة، وهو صحيح من حديث حمران، أخرجه مسلم في صحيحه من مسند عثمان لم يذكر فيه عمر، ولا يعلم أحد ذكر فيه مسلم بن يسار غير سعيد، ورواه أيوب أبو العلاء عن قتادة عن حمران، وقيل: إن قتادة لم يسمع من مسلم بن يسار شيئًا.
رواية الفاروق عن ذي النورين ﵄ عن النبي ﷺ ٥- أخبرنا إسماعيل السراج، أنا أبو طاهر بن عبد الرحيم، أنبأ أبو الحسن الدارقطني ثنا محمد بن أحمد بن إسحاق، ثنا محمد بن أبي الحسن العبسي، ثنا العلاء بن عمرو الحنفي، ثنا النضر بن منصور، ثنا عقبة بن علقمة اليشكري، قال: سمعت علي بن أبي ⦗٢١⦘ طالب –﵁ يقول: أخبرني عمر بن الخطاب –﵁ أنه مر بعثمان –﵁ وهو كئيب حزين حين أصيب بزوجته بنت رسول الله ﷺ فسأله فقال: إني سمعت رسول الله ﷺ يقول: «كل سبب ونسب منقطع يوم القيامة إلا سببي ونسبي» . لم يروه بهذا الإسناد غير النضر.
رواية الفاروق عن ذي النورين ﵄ عن النبي ﷺ ٥- أخبرنا إسماعيل السراج، أنا أبو طاهر بن عبد الرحيم، أنبأ أبو الحسن الدارقطني ثنا محمد بن أحمد بن إسحاق، ثنا محمد بن أبي الحسن العبسي، ثنا العلاء بن عمرو الحنفي، ثنا النضر بن منصور، ثنا عقبة بن علقمة اليشكري، قال: سمعت علي بن أبي ⦗٢١⦘ طالب –﵁ يقول: أخبرني عمر بن الخطاب –﵁ أنه مر بعثمان –﵁ وهو كئيب حزين حين أصيب بزوجته بنت رسول الله ﷺ فسأله فقال: إني سمعت رسول الله ﷺ يقول: «كل سبب ونسب منقطع يوم القيامة إلا سببي ونسبي» . لم يروه بهذا الإسناد غير النضر.
1 / 20
رواية أبي بكر الصديق ﵁ عن بلال ﵁ [عن النبي ﷺ]
٦- أخبرنا أبو الحسين علي بن هاشم بن طاهر العلوي، وأبو بكر محمد بن أبي القاسم القصار، وأبو غالب أحمد بن العباس –﵏ قالوا: أنا أبو بكر بن ريذة، (ح) وأخبرنا أبو علي بن الحداد، ثنا أبو نعيم قالا: نا سليمان بن أحمد، ثنا عبد الرحمن بن محمد بن سلم الرازي، ثنا الهيثم بن اليمان، ثنا أيوب بن سيار عن ابن المنكدر عن جابر عن أبي بكر عن بلال –﵃ قال: قال النبي ﷺ: «يا بلال أصبحوا بالصبح فإنه خير لكم» .
غريب من حديث ابن المنكدر لم يروه عنه إلا أيوب.
1 / 21
رواية بلال عن الصديق ﵄ عن النبي ﷺ
٧- أخبرنا إسماعيل السراج، أنا أبو طاهر [بن] عبد الرحيم، أنا أبو الحسن الدارقطني، ثنا محمد بن مخلد بن حفص، ثنا إبراهيم بن إسحاق عن بشير الحربي، ثنا أسيد بن زيد الحمال، ثنا عمرو بن شمر، عن عمران بن مسلم، عن سويد بن غفلة، عن بلال، قال حدثني أبو بكر ﵁ أنه سمع رسول الله ﷺ [يقول]: «لا يتوضأ من طعام أحل الله تعالى أكله» .
غريب لم يروه غير عمرو بن شمر وليس بالقوي، رواه غير واحد عنه.
رواية عبد الرحمن بن عوف عن الفاروق ﵄ عن النبي ﷺ ٨- أخبرنا أبو علي الحداد سنة سبع، ثنا أبو عمر عبد الوهاب بن محمد بن علي بن مهرة، ثنا سليمان بن أحمد الطبراني، ثنا بكر بن أحمد بن مقبل البصري، نا محمد بن يزيد الأسفاطي، ثنا أبو داود الطيالسي. (ح) قال الطبراني: وحدثنا محمد بن عبدوس بن كامل ثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي، نا محمد بن جعفر، قالا: ثنا شعبة، عن سعد بن إبراهيم، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، عن ابن عباس عن عبد الرحمن بن عوف عن عمر بن الخطاب –﵃ قال: «رجم رسول الله ﷺ ورجمنا بعده» . كذا رواه غير واحد عن شعبة، وكذلك رواه هشيم عن الزهري عن عبيد الله، وقال غيره من أصحاب الزهري: عن ابن عباس عن عمر لم يذكروا عبد الرحمن.
رواية عبد الرحمن بن عوف عن الفاروق ﵄ عن النبي ﷺ ٨- أخبرنا أبو علي الحداد سنة سبع، ثنا أبو عمر عبد الوهاب بن محمد بن علي بن مهرة، ثنا سليمان بن أحمد الطبراني، ثنا بكر بن أحمد بن مقبل البصري، نا محمد بن يزيد الأسفاطي، ثنا أبو داود الطيالسي. (ح) قال الطبراني: وحدثنا محمد بن عبدوس بن كامل ثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي، نا محمد بن جعفر، قالا: ثنا شعبة، عن سعد بن إبراهيم، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، عن ابن عباس عن عبد الرحمن بن عوف عن عمر بن الخطاب –﵃ قال: «رجم رسول الله ﷺ ورجمنا بعده» . كذا رواه غير واحد عن شعبة، وكذلك رواه هشيم عن الزهري عن عبيد الله، وقال غيره من أصحاب الزهري: عن ابن عباس عن عمر لم يذكروا عبد الرحمن.
1 / 22
رواية الفاروق عن عبد الرحمن ﵄ عن النبي ﷺ
٩- أخبرنا سعيد بن أبي الرجاء الصيرفي، أنا أبو أحمد عبد الواحد بن أحمد المعلم، أنا عبيد الله بن يعقوب بن إسحاق، أنا جدي إسحاق بن إبراهيم بن جميل، ثنا أحمد بن منيع، ثنا أبو معاوية عن حجاج يعني ابن أرطاة عن عمرو بن دينار عن بجالة بن عبدة قال: كنت كاتبًا لجزي بن معاوية على مناذر فجاءنا كتاب عمر بن الخطاب ﵁: «انظر مجوس هجر من قبلك فخذ منهم الجزية» فإن عبد الرحمن بن عوف- ﵁ أخبرني «أن النبي ﷺ أخذ الجزية من مجوس أهل هجر» .
لم يسنده عن عمر عن عبد الرحمن غير حجاج، ورواه ابن عيينة وابن جريج عن عمرو عن بجالة عن عبد الرحمن في قصة لعمر.
١٠- أخبرنا أبو نصر عبد الحكيم بن المظفر الفحفحي الأديب بالكرخ، ثنا غانم بن محمد بن عبد الله بأصبهان، ثنا المفضل بن الحسين بن هارون، ثنا أحمد بن محمد بن بكر أنشدنا الرياشي لبعض الشعراء: ما من روى أدبًا فلم يعمل به ... فكيف عن وقع الهوى بأديب حتى يكون بما تعلم عاملًا ... من صالح فيكون غير معيب لقلما ولقلما تحدث إصابة ... صائب أعماله أعمال غير مصيب [آخر المجلس] .
١٠- أخبرنا أبو نصر عبد الحكيم بن المظفر الفحفحي الأديب بالكرخ، ثنا غانم بن محمد بن عبد الله بأصبهان، ثنا المفضل بن الحسين بن هارون، ثنا أحمد بن محمد بن بكر أنشدنا الرياشي لبعض الشعراء: ما من روى أدبًا فلم يعمل به ... فكيف عن وقع الهوى بأديب حتى يكون بما تعلم عاملًا ... من صالح فيكون غير معيب لقلما ولقلما تحدث إصابة ... صائب أعماله أعمال غير مصيب [آخر المجلس] .
1 / 23
مجلس آخر أملي يوم السبت العاشر من رجب سنة سبع وأربعين وخمسمائة قال:
رواية عائشة الصديقة عن الصديق ﵄ عن النبي ﷺ
١١- أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد الحداد بقراءة والدي عليه رحمهما الله سنة سبع وخمسمائة، ثنا أبو نعيم أحمد بن عبد الله الحافظ، ثنا أبو بكر محمد [بن أحمد بن] إبراهيم بن سختويه المعدل بتستر، ثنا الحسين بن إسماعيل، ثنا الفضل بن سهل، ثنا عبد العزيز بن أبان، ثنا عمرو الجعفي أبو عبد الله، ثنا جابر، عن عامر، عن مسروق عن عائشة، عن أبي بكر الصديق ﵄ قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: «من رد الله به خيرًا يفقهه في الدين» .
قال أبو نعيم: غريب من حديث أبي بكر ﵁، تفرد به الجعفي عن جابر، وهو جابر بن يزيد الجعفي.
١٢- أخبرنا أبو منصور محمد بن عبد الله بن مندويه، ثنا أبو نعيم الحافظ، ثنا أبو بكر بن خلاد، نا الحارث بن [أبي] أسامة، ثنا عبد العزيز بن أبان، ثنا عمر وهو ابن شمر، ثنا جابر، عن عامر، عن مسروق، عن عائشة قالت: قال أبو بكر –﵄: لقد رأيتني أتبع رسول الله ﷺ وما خلق الله تعالى ذبابًا [يمر] على أنفي إلا ظننت أنه عذاب من الله –﷿ حتى أخبرني رسول الله ﷺ الخبر» . وهذا أيضًا غريب في مسند الصديق لا أعلم أني كتبته إلا من هذا الوجه، ولم يورده أبو إسحاق بن حمزة في مسند الشعبي، وهذا أعلى من الحديث الأول.
١٢- أخبرنا أبو منصور محمد بن عبد الله بن مندويه، ثنا أبو نعيم الحافظ، ثنا أبو بكر بن خلاد، نا الحارث بن [أبي] أسامة، ثنا عبد العزيز بن أبان، ثنا عمر وهو ابن شمر، ثنا جابر، عن عامر، عن مسروق، عن عائشة قالت: قال أبو بكر –﵄: لقد رأيتني أتبع رسول الله ﷺ وما خلق الله تعالى ذبابًا [يمر] على أنفي إلا ظننت أنه عذاب من الله –﷿ حتى أخبرني رسول الله ﷺ الخبر» . وهذا أيضًا غريب في مسند الصديق لا أعلم أني كتبته إلا من هذا الوجه، ولم يورده أبو إسحاق بن حمزة في مسند الشعبي، وهذا أعلى من الحديث الأول.
1 / 24
رواية الصديق عن عائشة ﵄ عن النبي ﷺ
١٣- أخبرنا أبو علي الحداد، ثنا أبو نعيم الحافظ، نا سليمان بن أحمد، ثنا أحمد بن يحيى عن خالد بن حيان، ثنا إسحاق بن إبراهيم بن موسى أبو يعقوب المصري ثنا عبيد الله بن موسى، عن إسرائيل، عن منصور، عن مجاهد، عن خالد بن سعيد، عن غالب بن أبجر، عن أبي بكر الصديق، عن عائشة ﵄ عن رسول الله ﷺ قال: «في الحبة السوداء شفاء من كل داء إلا السام» .
قال الطبراني: لا يروى هذا الحديث عن أبي بكر عن عائشة إلا بهذا الإسناد، تفرد به عبيد الله بن موسى. كذا ذكره الطبراني وفيه أوهام في مواضع أربعة:
منها: إدخال مجاهد في الإسناد وليس بمحفوظ فيه. ومنها: أنه قال: خالد بن سعيد وإنما هو ابن سعد. ومنها: قوله عن أبي بكر الصديق وإنما هو أبو بكر عبد الله بن أبي عتيق محمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق. والرابع: إدخال غالب بن أبجر في الإسناد، وإنما هو غالب مذكور في الحديث وليس في الإسناد.
رواه محمد بن يزيد أخو كرخويه والحسن بن علي بن عفان وأحمد بن حازم بن أبي غرزة وغير واحد عن عبيد الله على الصحة والصواب؛ أخرجه أبو عبد الله البخاري، وأبو عبد الله ابن ماجد القزويني عن أبي بكر بن أبي شيبة عن عبد الله بن موسى عن إسرائيل.
١٤- أخبرنا به عاليًا صحيحًا أبو القاسم غانم بن أبي نصر المبرحي سنة سبع وأبو علي الحداد سنة أربع وسنة ست، أنا أبو نعيم، وأنا غانم أيضًا، أنا أبو عبد الله الجمال إجازة قالا: ثنا عبد الله بن جعفر، ثنا أبو مسعود الرازي، ثنا عبيد الله بن موسى، ذكر إن شاء الله عن إسرائيل، عن منصور، عن خالد بن سعد قال: خرجنا ومعنا غالب بن أبجر فمرض في الطريق، فقدمنا المدينة وهو مريض، فعاده ابن أبي عتيق أبو بكر فقال لنا: عليكم بهذه الحبيبة السوداء فخذوا منها سبعًا أو خمسًا واسحقوها واقطروها في أنفه ⦗٢٦⦘ بقطرات من زيت في هذا الجانب وهذا الجانب فإن عائشة –﵂ حدثتني أنها سمعت النبي ﷺ يقول: «إن هذه الحبة شفاء من كل داء إلا أن يكون السام» . وخالد بن سعد رجل من أهل الكوفة من موالي ابن مسعود الأنصاري، وقد روي من وجه آخر ضعيف فذكر فيه أيضًا أبو بكر الصديق ولا يصح. وهكذا أورده الدارقطني وأبو بكر الخطيب في ترجمة أبي بكر الصديق عن عائشة ﵄ ثم ذكر أن الصديق فيه غير محفوظ. وقد روي عن الصديق عن عائشة ﵄ حديث آخر اختلف في إسناده أيضًا.
١٤- أخبرنا به عاليًا صحيحًا أبو القاسم غانم بن أبي نصر المبرحي سنة سبع وأبو علي الحداد سنة أربع وسنة ست، أنا أبو نعيم، وأنا غانم أيضًا، أنا أبو عبد الله الجمال إجازة قالا: ثنا عبد الله بن جعفر، ثنا أبو مسعود الرازي، ثنا عبيد الله بن موسى، ذكر إن شاء الله عن إسرائيل، عن منصور، عن خالد بن سعد قال: خرجنا ومعنا غالب بن أبجر فمرض في الطريق، فقدمنا المدينة وهو مريض، فعاده ابن أبي عتيق أبو بكر فقال لنا: عليكم بهذه الحبيبة السوداء فخذوا منها سبعًا أو خمسًا واسحقوها واقطروها في أنفه ⦗٢٦⦘ بقطرات من زيت في هذا الجانب وهذا الجانب فإن عائشة –﵂ حدثتني أنها سمعت النبي ﷺ يقول: «إن هذه الحبة شفاء من كل داء إلا أن يكون السام» . وخالد بن سعد رجل من أهل الكوفة من موالي ابن مسعود الأنصاري، وقد روي من وجه آخر ضعيف فذكر فيه أيضًا أبو بكر الصديق ولا يصح. وهكذا أورده الدارقطني وأبو بكر الخطيب في ترجمة أبي بكر الصديق عن عائشة ﵄ ثم ذكر أن الصديق فيه غير محفوظ. وقد روي عن الصديق عن عائشة ﵄ حديث آخر اختلف في إسناده أيضًا.
1 / 25
رواية ابن عمر عن ابن عباس ﵃ عن النبي ﷺ
١٥- أخبرنا أبو علي الحداد، ثنا أبو نعيم الحافظ، ثنا سليمان بن أحمد، ثنا أحمد بن القاسم بن مساور، ثنا سعيد بن سليمان الواسطي، ثنا مبارك بن فضالة، ثنا عبيد الله بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر –﵄ قال: لما طعن أبو لؤلؤة عمر –﵁ طعنه طعنتين، فظن عمر أن له ذنبًا إلى الناس لا يعلمه، فدعا ابن عباس –﵄ وكان يحبه ويدنيه ويسمع منه فذكر حديثًا طويلًا فقال ابن عباس –يعني لعمر-: «وإن قلت ذاك فجزاك الله خيرًا، أليس قد دعا رسول الله ﷺ أن يعز الله –﷿ بك الدين والمسلمين إذ يخافون بمكة، فلما أسلمت كان إسلامك عزًا، وظهر بك الإسلام ورسول الله ﷺ وأصحابه وهاجرت إلى المدينة فكانت هجرتك فتحًا..» وذكر الحديث.
⦗٢٧⦘
قال الطبراني: لم يروه عن عبيد الله إلا مبارك، وعنى الطبراني بذلك إدخال ابن عباس في الحديث، ورواه غيره عن عبيد الله، فجعله من مسند ابن عمر ﵄، عن النبي ﷺ أعني الدعاء لعمر ﵁ وهو عال من حديث مبارك بن فضالة، وعداده في التابعين.
1 / 26
رواية ابن عباس عن ابن عمر ﵃ عن النبي ﷺ
١٦- أخبرنا إسماعيل بن الفضل السراج، ثنا أبو طاهر بن عبد الرحيم، أنا أبو الحسن الدارقطني الحافظ، ثنا محمد بن محمد بن أحمد بن مالك الإسكافي، نا جعفر بن محمد بن شاكر، ثنا خالد بن يزيد القرني (ح) قال الدارقطني: وثنا أبو القاسم إبراهيم بن أحمد بن أبي حصين القاضي بالكوفة، حدثني جدي أبو حصين محمد بن الحسن بن حبيب الوادعي واللفظ له، ثنا أحمد بن يونس قالا: ثنا أبو شهاب، عن ابن أبي ليلى يعني محمد بن عبد الرحمن، عن الحكم، عن مقسم، عن ابن عباس –﵄ قال: كنت في جنازة ابنة عثمان ومعها ابن عمر رضي الله [عنهم] فسمع بكاءً فقال إني سمعت رسول الله ﷺ يقول: «إن الميت ليعذب ببكاء الحي» .
قال ابن عباس: فأفظعني ذلك، فدخلت على عائشة –﵂ فأخبرتها بذلك فقالت: لقد سمع وما حفظ، إنما قال رسول الله ﷺ: «إن الكافر ليزداد عذابًا ببكاء أهله [عليه]» .
قال الدارقطني: تفرد به ابن أبي ليلى عن الحكم والله تعالى أعلم.
وقد روي هذا عن ابن عمر [عن عمر] وعن عائشة عن أبي بكر ﵃ جميعًا عن النبي ﷺ. ورواه مجاهد ومقسم عن ابن عباس عن النبي ﷺ.
وإسكاف، وقرن -بسكون الراء- قريتان قريبتان من بغداد.
1 / 27
رواية عائشة عن ابن عباس ﵄ عن النبي ﷺ
١٧- أخبرنا إسماعيل السراج، أنا أبو طاهر [أنا] الدارقطني، ثنا إسماعيل بن محمد الصفار، ثنا علي بن داود، ثنا سعيد بن عفير، ثنا ابن لهيعة عن أبي الأسود عن عروة عن عائشة عن ابن عباس ﵃: أن رسول الله ﷺ نسي صلاتي الظهر والعصر يوم الأحزاب فذكرهما بعد المغرب فقال النبي ﷺ: «شغلونا عن الصلاة حتى ذهب النهار وأنسيت الصلاة، أدخل الله بيوتهم نارًا، فصلاها بعد المغرب حين ذكرها» .
[روي ذلك عن عروة عن زيد بن ثابت عن النبي ﷺ] .
رواية ابن عباس عن عائشة ﵃ عن النبي ﷺ ذكرناها في ترجمة ابن عباس عن ابن عمر. ١٨- أخبرنا أبو سعد محمد بن علي الكاتب وغيره قالا: أنا أبو نعيم الحافظ، أنشدنا عبد الله بن جعفر بن إسحاق الجابري، أنشدنا عبد الله بن المعتز: ما عابني إلا الحسود ... وتلك من خير المعايب والخير والحساد مقرونان ... إن ذهبوا فذاهب وإذا ملكت المجد لم ... تملك مذمات الأقارب وإذا فقدت الحاسدين ... فقدت في الدنيا الأطايب [آخر المجلس] .
رواية ابن عباس عن عائشة ﵃ عن النبي ﷺ ذكرناها في ترجمة ابن عباس عن ابن عمر. ١٨- أخبرنا أبو سعد محمد بن علي الكاتب وغيره قالا: أنا أبو نعيم الحافظ، أنشدنا عبد الله بن جعفر بن إسحاق الجابري، أنشدنا عبد الله بن المعتز: ما عابني إلا الحسود ... وتلك من خير المعايب والخير والحساد مقرونان ... إن ذهبوا فذاهب وإذا ملكت المجد لم ... تملك مذمات الأقارب وإذا فقدت الحاسدين ... فقدت في الدنيا الأطايب [آخر المجلس] .
1 / 28
مجلس آخر أملي يوم السبت السابع عشر من رجب سنة سبع وأربعين وخمسمائة قال:
رواية جابر بن عبد الله عن أبي سعيد الخدري ﵄ عن النبي ﷺ
١٩- أخبرنا أبو منصور محمد بن عبد الله بن مندويه، ثنا أبو نعيم أحمد بن عبد الله الحافظ، نا أبو بكر أحمد بن يوسف بن خلاد العطار، ثنا الحارث بن أبي أسامة التميمي، ثنا عفان، ثنا حفص بن غياث، ثنا الأعمش، عن أبي سفيان عن جابر عن أبي سعيد الخدري –﵄: «أن رسول الله ﷺ صلى على حصير» قيل للأعمش: أكان يسجد عليه؟ قال: فمه.
هذا حديث صحيح أخرجه مسلم في صحيحه من حديث الأعمش، وأبو سفيان اسمه طلحة بن نافع وهو من الشيوخ الذين لم يخرج البخاري عنهم.
رواية أبي سعيد عن جابر ﵄ عن النبي ﷺ ٢٠- أخبرنا إسماعيل بن الفضل التاجر، أنا أبو طاهر بن عبد الرحيم، أنا أبو الحسن علي بن عمر، ثنا أبو بكر الآدمي أحمد بن محمد بن إسماعيل الشيخ الصالح، ثنا الحسن بن سعيد البستنبان، ثنا داود بن المحبر، ثنا عباد بن كثير، عن الجريري، عن أبي نضرة عن أبي سعيد عن جابر بن عبد الله –﵃ قال: قال رسول الله ﷺ: «الغيبة أشد من الزنا» . قال: وكيف ذلك يا رسول الله؟ قال: «إن الزاني يتوب إلى الله –﷿ ويستغفره فيغفر له، والغيبة لا تغفر حتى يكون صاحبها الذي يغفرها» . هذا حديث غريب لا أعرفه هكذا إلا من هذا الوجه، ورواه أبو رجاء عبد الله بن واقد الهروي عن عباد فقال عن جابر وأبي سعيد –﵄ عن النبي ﷺ.
رواية أبي سعيد عن جابر ﵄ عن النبي ﷺ ٢٠- أخبرنا إسماعيل بن الفضل التاجر، أنا أبو طاهر بن عبد الرحيم، أنا أبو الحسن علي بن عمر، ثنا أبو بكر الآدمي أحمد بن محمد بن إسماعيل الشيخ الصالح، ثنا الحسن بن سعيد البستنبان، ثنا داود بن المحبر، ثنا عباد بن كثير، عن الجريري، عن أبي نضرة عن أبي سعيد عن جابر بن عبد الله –﵃ قال: قال رسول الله ﷺ: «الغيبة أشد من الزنا» . قال: وكيف ذلك يا رسول الله؟ قال: «إن الزاني يتوب إلى الله –﷿ ويستغفره فيغفر له، والغيبة لا تغفر حتى يكون صاحبها الذي يغفرها» . هذا حديث غريب لا أعرفه هكذا إلا من هذا الوجه، ورواه أبو رجاء عبد الله بن واقد الهروي عن عباد فقال عن جابر وأبي سعيد –﵄ عن النبي ﷺ.
1 / 29
رواية أنس عن جابر ﵄ عن النبي ﷺ
٢١- أخبرنا أبو علي الحداد، ثنا أبو نعيم الحافظ، ثنا عبد الله [بن] جعفر، أنا إسماعيل بن عبد الله، (ح) قال أبو نعيم: وثنا سليمان بن أحمد، ثنا معاذ بن المثنى، قالا: ثنا محمد بن كثير، (ح) قال أبو نعيم: وثنا القاضي أبو أحمد محمد بن محمد بن أحمد بن إبراهيم، ثنا أحمد بن سليمان بن أيوب، ثنا محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب قالا: ثنا جعفر بن سليمان، عن الجعد أبي عثمان، عن أنس، عن جابر –﵄ أن أصحاب النبي ﷺ شكوا إليه العطش فدعا بعس ودعا بماء فصبه فيه فوضع رسول الله ﷺ يده في العس فقال: «استقوا» فرأيت الماء ينبع عيونًا من بين أصابع رسول الله ﷺ حتى استقى الناس.
رواه سيار بن حاتم عن جعفر مثله.
رواية جابر عن أنس ﵄ عن النبي ﷺ ٢٢- أخبرنا إسماعيل السراج، أنا أبو طاهر الكاتب، أنا الدارقطني ثنا محمد بن مخلد ومحمد بن محمد بن مالك الإسكافي قالا: ثنا أبو الأحوص محمد بن الهيثم القاضي، حدثني ابن عفير، حدثني ابن لهيعة، عن أبي الزبير، عن جابر، عن أنس بن مالك –﵄ أنه سأل رسول الله ﷺ عن ليلة القدر وقد خلت ثنتان وعشرون ليلة فقال رسول الله ﷺ: «التمسوها في السبع الأواخر التي يبقين من الشهر» . وقال ابن مخلد: في هذه السبع الأواخر. قال الدارقطني: تفرد به ابن لهيعة عن أبي الزبير بهذا الإسناد.
رواية جابر عن أنس ﵄ عن النبي ﷺ ٢٢- أخبرنا إسماعيل السراج، أنا أبو طاهر الكاتب، أنا الدارقطني ثنا محمد بن مخلد ومحمد بن محمد بن مالك الإسكافي قالا: ثنا أبو الأحوص محمد بن الهيثم القاضي، حدثني ابن عفير، حدثني ابن لهيعة، عن أبي الزبير، عن جابر، عن أنس بن مالك –﵄ أنه سأل رسول الله ﷺ عن ليلة القدر وقد خلت ثنتان وعشرون ليلة فقال رسول الله ﷺ: «التمسوها في السبع الأواخر التي يبقين من الشهر» . وقال ابن مخلد: في هذه السبع الأواخر. قال الدارقطني: تفرد به ابن لهيعة عن أبي الزبير بهذا الإسناد.
1 / 30
رواية ابن عباس عن جابر ﵃ عن النبي ﷺ
٢٣- أخبرنا السيد أبو القاسم عباد بن محمد بن المحسن الجعفري –﵀ إذنًا، أنا أبو أحمد محمد بن علي المعلم، ثنا أبو محمد بن حيان، ثنا إسحاق بن إبراهيم (ح) وأخبرنا إسماعيل بن الفضل، أنا أبو طاهر [بن] عبد الرحيم، أنا علي بن عمر، ثنا أبو عثمان سعيد بن محمد بن أحمد الحناط قالا: ثنا أبو هشام الرفاعي محمد بن يزيد، ثنا أبو بكر بن عياش، ثنا الكلبي عن أبي صالح، عن ابن عباس، حدثني جابر بن عبد الله ﵃: أن النبي ﷺ قرأ: ﴿وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان﴾ الآية، فقال: «اللهم أمرت بالدعاء وتكفلت بالإجابة لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك، أشهد أنك ربي واحد صمد، لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفوًا أحد، وأشهد أن وعدك حق، ولقاءك حق والجنة حق، والنار حق، وأن الساعة آتية لا ريب فيها، وأن الله يبعث من في القبور» .
قال الدارقطني: لا أعلم بهذا الإسناد غير هذا الحديث، ولم يروه إلا الكلبي وهو محمد بن السائب أبو النضر.
رواية جابر عن ابن عباس ﵃ عن النبي ﷺ ٢٤-أخبرنا إسماعيل بن الفضل، أنا أبو طاهر [بن] عبد الرحيم، أنا أبو الحسن الدارقطني، ثنا أبو علي إسماعيل بن العباس بن محمد [الوراق]، ثنا أبو عبد الرحمن يحيى بن محمد بن أعين المروزي، ثنا أزهر بن سعيد السمان، عن سليمان التيمي، عن خداش، عن أبي الزبير، عن جابر، عن ابن عباس –﵃: أن النبي ﷺ قال: «إذا استلقى أحدكم فلا يضع إحدى رجليه على الأخرى» .
رواية جابر عن ابن عباس ﵃ عن النبي ﷺ ٢٤-أخبرنا إسماعيل بن الفضل، أنا أبو طاهر [بن] عبد الرحيم، أنا أبو الحسن الدارقطني، ثنا أبو علي إسماعيل بن العباس بن محمد [الوراق]، ثنا أبو عبد الرحمن يحيى بن محمد بن أعين المروزي، ثنا أزهر بن سعيد السمان، عن سليمان التيمي، عن خداش، عن أبي الزبير، عن جابر، عن ابن عباس –﵃: أن النبي ﷺ قال: «إذا استلقى أحدكم فلا يضع إحدى رجليه على الأخرى» .
1 / 31
٢٥- (ح) وبهذا الإسناد عن جابر عن ابن عباس ﵃ أن النبي ﷺ قال: «ليدخلن الجنة من بايع تحت الشجرة إلا صاحب الجمل الأحمر» .
كذا رواهما هذا الشيخ عن أزهر، أسندهما عن ابن عباس، ويتابعه غيره عن أزهر، وعن سليمان أيضًا، ومنهم من يجعله من مسند جابر، وخداش هو ابن عياش العبدي، بصري لا أعرفه إلا برواية سليمان عنه. وحديث الاستلقاء ذكر الحافظ أبو عبد الله بن منده أنه منسوخ بفعل رسول الله ﷺ ذلك.
رواية ابن عباس عن أبي سعيد الخدري ﵃ عن النبي ﷺ ٢٦- أخبرنا إسماعيل السراج، أنا أبو طاهر الكاتب، أنا الدارقطني، ثنا إسماعيل بن محمد الصفار، ثنا محمد بن عبد الملك الدقيقي، ثنا يزيد بن هارون، أنا سليمان بن علي الربعي، حدثني أبو الجوزاء غير مرة، قال: سألت ابن عباس عن الصرف؟ [فقال:] يدًا بيد لا بأس به، ثم حججت مرة أخرى، والشيخ حي، فأتيته، فسألته عن الصرف؟ فقال: وزنًا بوزن، قلت: إنك كنت أفتيتني اثنين بواحد، فلم أزل أفتي به [منذ] أفتيتني، قال ذاك كان عن رأي، وهذا أبو سعيد الخدري ﵁ يحدث عن النبي ﷺ فتركت رأيي لحديث رسول الله ﷺ. قال الدارقطني: هذا حديث صحيح.
رواية أبي سعيد عن ابن عباس ﵃ عن النبي ﷺ وهاتان الترجمتان لهما نظائر في الصحابة وغيرهم. ٢٧- أخبرنا أبو غالب الكوشيذي، أنا أبو بكر بن ريذة، أنا الطبراني، ثنا موسى بن هارون، ثنا إسحاق بن راهويه، ثنا يحيى بن آدم، ثنا إسرائيل عن عبد العزيز بن رفيع، عن أبي سعيد قال: لقيت ابن عباس ﵃، فقلت: ما الذي بلغني عنك أدركت ما لم ندرك؟! أو سمعت ما لم نسمع؟ قال: لا، قلت: فما تقول في الدراهم بالدراهم، فقال: ثنا أسامة بن زيد –﵄ أنه سمع رسول الله ﷺ يقول: «لا ربًا في يد بيد إنما الربا في الدين» . هذا حديث صحيح، إلا [أنه] منسوخ بالحديث الذي قبله، أخرجه البخاري ومسلم ⦗٣٣⦘ من حديث عمرو بن دينار عن أبي صالح، ورواه عن أبي صالح سوى هذين الأعمش وعبد الملك بن ميسرة وحبيب بن أبي ثابت.
رواية ابن عباس عن أبي سعيد الخدري ﵃ عن النبي ﷺ ٢٦- أخبرنا إسماعيل السراج، أنا أبو طاهر الكاتب، أنا الدارقطني، ثنا إسماعيل بن محمد الصفار، ثنا محمد بن عبد الملك الدقيقي، ثنا يزيد بن هارون، أنا سليمان بن علي الربعي، حدثني أبو الجوزاء غير مرة، قال: سألت ابن عباس عن الصرف؟ [فقال:] يدًا بيد لا بأس به، ثم حججت مرة أخرى، والشيخ حي، فأتيته، فسألته عن الصرف؟ فقال: وزنًا بوزن، قلت: إنك كنت أفتيتني اثنين بواحد، فلم أزل أفتي به [منذ] أفتيتني، قال ذاك كان عن رأي، وهذا أبو سعيد الخدري ﵁ يحدث عن النبي ﷺ فتركت رأيي لحديث رسول الله ﷺ. قال الدارقطني: هذا حديث صحيح.
رواية أبي سعيد عن ابن عباس ﵃ عن النبي ﷺ وهاتان الترجمتان لهما نظائر في الصحابة وغيرهم. ٢٧- أخبرنا أبو غالب الكوشيذي، أنا أبو بكر بن ريذة، أنا الطبراني، ثنا موسى بن هارون، ثنا إسحاق بن راهويه، ثنا يحيى بن آدم، ثنا إسرائيل عن عبد العزيز بن رفيع، عن أبي سعيد قال: لقيت ابن عباس ﵃، فقلت: ما الذي بلغني عنك أدركت ما لم ندرك؟! أو سمعت ما لم نسمع؟ قال: لا، قلت: فما تقول في الدراهم بالدراهم، فقال: ثنا أسامة بن زيد –﵄ أنه سمع رسول الله ﷺ يقول: «لا ربًا في يد بيد إنما الربا في الدين» . هذا حديث صحيح، إلا [أنه] منسوخ بالحديث الذي قبله، أخرجه البخاري ومسلم ⦗٣٣⦘ من حديث عمرو بن دينار عن أبي صالح، ورواه عن أبي صالح سوى هذين الأعمش وعبد الملك بن ميسرة وحبيب بن أبي ثابت.
1 / 32
٢٨- أخبرنا صاعد بن سيار الهروي الحافظ، قدم علينا بقراءة والدي عليه –رحمهما الله- سنة تسع، قال: أنشدني أبو نصر أحمد بن عبد الله المقري، أنشدني أبو سيار أحمد بن محمد الكرميني –بفتح الكاف والراء- لنفسه:
أذل النفس تكتسب السعادة ... وعودها التقى فالخير عاده
أجاب أخو الهوى دعةً دعته ... فباع بخفض عيشته معاده
[آخر المجلس] .
مجلس آخر أملي يوم السبت الرابع والعشرين من رجب سنة [سبع و] أربعين وخمسمائة قال: ومن التابعين ومن بعدهم من هذا النوع رواية عطاء الخراساني عن الزهري عن سعيد بن المسيب ٢٩- أخبرنا أبو غالب أحمد بن العباس الكوشيذي ﵀ في محرم سنة خمس وخمسمائة، أنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن ريذة، أنا أبو القاسم سليمان بن أحمد بن ⦗٣٤⦘ أيوب الطبراني الحافظ، ثنا عبد الله بن سليمان الحرملي الأنطاكي، ثنا يعقوب بن كعب الحلبي، ثنا كلثوم بن محمد بن أبي منده، عن عطاء الخراساني، عن محمد بن مسلم الزهري، عن عروة بن الزبير، وعبيد الله، وسعيد بن المسيب، وعلقمة بن وقاص، عن عائشة ﵂ قالت: كان رسول الله ﷺ إذا خرج إلى سفر أقرع بين نسائه، فأيتهن خرج سهمها خرج بها معه، قالت: فأقرع بيننا في غزوة غزاها فخرج سهمي، فخرجت مع رسول الله ﷺ وذلك بعد ما أنزل الحجاب، فأنا أحمل في هودج وأنزل فيه، حتى إذا قفل رسول الله ﷺ ودنا من المدينة أذن بالرحيل، فقمت حين آذن بالرحيل فمشيت حتى إذا جاوزت الجيش لقضاء حاجتي فلمست صدري فإذا عقد لي من أظفار قد انقطع، فرجعت ألتمسه، وحبسني ابتغاؤه، وأقبل الرهط الذين كانوا يحملون هودجي فرحلوه على بعيري وهم يحسبون أني فيه. وكن النساء إذ ذاك خفافًا لم يهبلن، وإنما كنا نأكل العلقة من الطعام، وكنت جارية حديثة السن فلم يستنكر القوم ثقل الهودج حين رحلوه على بعيري، فساروا فجئت المنزل وليس به منهم داع ولا مجيب، فيممت منزلي الذي كنت فيه، وظننت أنهم سيرجعون في طلبي، قالت: فبينما أنا قاعدة إذا غلبتني عيني فنمت، وكان صفوان بن المعطل السلمي ثم الذكواني ﵁ من وراء الجيش، فأدلج فأصبح في المنزل فرأى سواد إنسان نائم، فعرفني؛ وقد كان رآني قبل أن ينزل الحجاب، فاستيقظت باسترجاعه فخمرت بجلبابي وجهي، والله ما كلمته، ولا سمعت منه كلمة غير استرجاعه، حتى أناخ بعيره فركبته، فأتينا الناس في بحر الظهيرة، فهلك من هلك، وكان الذي تولى كبره منهم عبد الله بن أبي [بن] سلول، قالت: فسرنا حتى قدمنا المدينة، فاشتكيت شهرًا لا أشعر بما قالوا، وهو يريبني من رسول الله ﷺ أني لا أعرف منه اللطف الذي كنت أرى منه إنما يدخل علي يقول: «كيف تيكم؟»، ولا يزيد على ذلك حتى خرجت قبل المناصع وخرجت معي أم مسطح، وكنا لا نخرج إلا ليلًا إلى ليل، وكنا نتأذى بالكنف أن نتخذها قريبًا من بيوتنا، فأمرنا أمر العرب الأول، فلما انصرفنا عثرت أم مسطح في مرطها أو بمرطها فقالت: تعس مسطح، فقلت لها: ⦗٣٥⦘ بئس ما قلت؛ أتسبين رجلًا شهد بدرًا؟ قالت: وما علمت ما قال؟ (قلت: وما قال؟) فأخبرتني بقول أهل الإفك فزادني مرضًا على ما كان، قالت: وكانت أم مسطح بنت صخر ابن عامر خالة أبي بكر الصديق ﵄، وكان ابنها مسطح بن أثاثة بن عباد بن المطلب بن عبد مناف، قالت عائشة ﵂: فبكيت ليلتين ويومًا حتى ظننت أن البكاء فالق كبدي، قال: فلما استلبث رسول الله ﷺ الوحي دعا أسامة بن زيد وعلي بن أبي طالب ﵄، يستشيرهما في فراق أهله، فقال أسامة بن زيد: يا رسول الله أهلك وما علمنا إلا خيرًا، وقال علي: لم يضيق الله عليك والنساء كثير [سواها] فإن تسل الجارية تصدقك، قالت: فدعا رسول الله ﷺ بريرة فقال: «يا بريرة هل رأيت عن عائشة شيئًا تكرهينه؟» قالت: لا والذي بعثك بالحق ما رأيت عليها أمرًا أغمضه عليها أكثر من أنها جارية حديثة السن تنام عن عجين أهلها فتدخل الداجن فتأكله، قالت: وقد كانت امرأة أبي أيوب قالت لأبي أيوب ﵄: أما سمعت ما تحدث الناس، فحدثته بقول أهل الإفك، فقال: سبحانك ما يكون لنا أن نتكلم بهذا سبحانك هذا بهتان عظيم، فقام رسول الله ﷺ فقال: «يا معشر المسلمين من يعذرني من رجل قد بلغ أذاه في أهلي، والله ما علمت على أهلي إلا خيرًا، ولقد ذكروا رجلًا صالحًا ما كان يدخل على أهلي إلا معي»، فقام سعد بن معاذ ﵁ فقال: أنا أعذرك منه يا رسول الله، إن كان من الأوس ضربنا عنقه، وإن كان من إخواننا من الخزرج أمرتنا ففعلنا أمرك فيه، فقام سعد بن عبادة ﵁، وكان قبل ذلك رجلًا صالحًا ولكن احتملته الحمية، فقال لسعد بن معاذ: كذبت لعمر الله لا تقدر على قتله، فقدم أسيد بن حضير ﵁ -وهو ابن عم سعد بن معاذ- فقال لسعد بن عبادة: كذبت لعمر الله لنقتلنه فإنك منافق تجادل عن المنافقين، فتناور الحيان حتى هموا أن يقتتلوا، فلم يزل رسول الله ﷺ حتى حجز بينهم، قالت: فدخل رسول الله ﷺ علي وعندي أبواي وقد كانت امرأة من الأنصار دخلت علي فهي تساعدني، قالت: فجلس ولم يجلس عندي منذ قيل لي ما قيل، فقال: «أما بعد يا عائشة، فإنه قد بلغني عنك كذا وكذا، فإن كنت بريئة فسيبرئك الله ﷿ ببراءتك، وإن كنت ألممت بذنب فاستغفري الله ﷿ وتوبي إليه» قالت: فلما قضى رسول الله ﷺ مقالته فاض دمعي حتى ما أحس منه قطرة، فقلت لأبي: أجب رسول الله ﷺ فيما قال. فقال: والله ما أدري ما أقول لرسول الله ﷺ. فقلت لأمي: أجيبي رسول الله ﷺ فيما قال، فقالت أمي: وما أدري ما أقول لرسول ⦗٣٦⦘ الله ﷺ، قالت: وكنت جارية حديثة السن [لم] أقرأ كبيرًا من القرآن، فقلت: والله لئن اعترفت لكم بأمر، والله ﷿ يعلم أني بريئة منه لتصدقنني، ولئن قلت: إني بريئة لا تصدقوني، والله ما أجد لي ولكم مثلًا إلا ما قال أبو يوسف: ﴿فصبرٌ جميل والله المستعان على ما تصفون﴾، قالت: ثم تحولت والله –يعني- يعلم أني بريئة، ولشأني كان أصغر في نفسي من أن «ينزل في قرآنًا»، قالت: ولكني كنت أرجو أن يري الله رسوله ﷺ في منامه رؤيا يبرئني فيها، قالت: فوالله ما رام رسول الله ﷺ مجلسه، ولا خرج أحد من أهل البيت حتى أخذته البرحاء قالت: وكان إذا أوحي [إليه] أخذته البرحاء حتى إنه لينحدر منه مثل الجمان من العرق في اليوم الشاتي، قالت: فسري عن رسول الله ﷺ حين سري عنه، فكان أول كلمة تكلم بها قال: «أما الله ﷿ فقد برأك [يا] عائشة» فقالت لي أمي: قومي إلى رسول الله ﷺ. فقلت: والله لا أقوم إليه ولا أحمد على ذلك إلا الله، فأنزل الله جل ذكره: ﴿إن الذين جاءوا بالإفك عصبة منكم﴾ إلى قوله: ﴿سميع عليم﴾، وكان أبو بكر الصديق ﵁ ينفق على مسطح لفاقته وقرابته، فلما تكلم بما تكلم به قال: والله لا أنفق عليه شيئًا أبدًا. فأنزل الله ﷿: ﴿ولا يأتل أولو الفضل منكم والسعة﴾ إلى قوله تعالى: ﴿[ألا تحبون] أن يغفر الله لكم﴾، فقال أبو بكر ﵁: بلى أنا أحب أن يغفر الله تعالى لي، فرجع إلى مسطح ﵁ مثل ما كان ينفق عليه، وسأل رسول الله ﷺ زينب بنت جحش ﵂ قالت: وكانت هي التي تساميني من أزواج النبي ﷺ، فسألها رسول الله ﷺ عني، فعصمها الله تعالى بالورع، فقالت: أحمي سمعي وبصري، ما رأيت عليها شيئًا يريبني، وكانت أخت زينب حمنة تحاربني فهلكت فيمن هلك. هذا حديث صحيح من حديث الزهري مشهور من حديث عطاء الخراساني عنه، رواه عنه غير واحد، غير أن بعضهم أسنده إلى الزهري عن عروة وحده، وبعضهم قال عن عروة وعلقمة، ورواه شعيب بن رزيق أبو شيبة، عن عطاء، فجمع إليهما سعيد بن المسيب في إسناده أيضًا. آخر المجلس وصلى الله على سيدنا محمد وآله.
مجلس آخر أملي يوم السبت الرابع والعشرين من رجب سنة [سبع و] أربعين وخمسمائة قال: ومن التابعين ومن بعدهم من هذا النوع رواية عطاء الخراساني عن الزهري عن سعيد بن المسيب ٢٩- أخبرنا أبو غالب أحمد بن العباس الكوشيذي ﵀ في محرم سنة خمس وخمسمائة، أنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن ريذة، أنا أبو القاسم سليمان بن أحمد بن ⦗٣٤⦘ أيوب الطبراني الحافظ، ثنا عبد الله بن سليمان الحرملي الأنطاكي، ثنا يعقوب بن كعب الحلبي، ثنا كلثوم بن محمد بن أبي منده، عن عطاء الخراساني، عن محمد بن مسلم الزهري، عن عروة بن الزبير، وعبيد الله، وسعيد بن المسيب، وعلقمة بن وقاص، عن عائشة ﵂ قالت: كان رسول الله ﷺ إذا خرج إلى سفر أقرع بين نسائه، فأيتهن خرج سهمها خرج بها معه، قالت: فأقرع بيننا في غزوة غزاها فخرج سهمي، فخرجت مع رسول الله ﷺ وذلك بعد ما أنزل الحجاب، فأنا أحمل في هودج وأنزل فيه، حتى إذا قفل رسول الله ﷺ ودنا من المدينة أذن بالرحيل، فقمت حين آذن بالرحيل فمشيت حتى إذا جاوزت الجيش لقضاء حاجتي فلمست صدري فإذا عقد لي من أظفار قد انقطع، فرجعت ألتمسه، وحبسني ابتغاؤه، وأقبل الرهط الذين كانوا يحملون هودجي فرحلوه على بعيري وهم يحسبون أني فيه. وكن النساء إذ ذاك خفافًا لم يهبلن، وإنما كنا نأكل العلقة من الطعام، وكنت جارية حديثة السن فلم يستنكر القوم ثقل الهودج حين رحلوه على بعيري، فساروا فجئت المنزل وليس به منهم داع ولا مجيب، فيممت منزلي الذي كنت فيه، وظننت أنهم سيرجعون في طلبي، قالت: فبينما أنا قاعدة إذا غلبتني عيني فنمت، وكان صفوان بن المعطل السلمي ثم الذكواني ﵁ من وراء الجيش، فأدلج فأصبح في المنزل فرأى سواد إنسان نائم، فعرفني؛ وقد كان رآني قبل أن ينزل الحجاب، فاستيقظت باسترجاعه فخمرت بجلبابي وجهي، والله ما كلمته، ولا سمعت منه كلمة غير استرجاعه، حتى أناخ بعيره فركبته، فأتينا الناس في بحر الظهيرة، فهلك من هلك، وكان الذي تولى كبره منهم عبد الله بن أبي [بن] سلول، قالت: فسرنا حتى قدمنا المدينة، فاشتكيت شهرًا لا أشعر بما قالوا، وهو يريبني من رسول الله ﷺ أني لا أعرف منه اللطف الذي كنت أرى منه إنما يدخل علي يقول: «كيف تيكم؟»، ولا يزيد على ذلك حتى خرجت قبل المناصع وخرجت معي أم مسطح، وكنا لا نخرج إلا ليلًا إلى ليل، وكنا نتأذى بالكنف أن نتخذها قريبًا من بيوتنا، فأمرنا أمر العرب الأول، فلما انصرفنا عثرت أم مسطح في مرطها أو بمرطها فقالت: تعس مسطح، فقلت لها: ⦗٣٥⦘ بئس ما قلت؛ أتسبين رجلًا شهد بدرًا؟ قالت: وما علمت ما قال؟ (قلت: وما قال؟) فأخبرتني بقول أهل الإفك فزادني مرضًا على ما كان، قالت: وكانت أم مسطح بنت صخر ابن عامر خالة أبي بكر الصديق ﵄، وكان ابنها مسطح بن أثاثة بن عباد بن المطلب بن عبد مناف، قالت عائشة ﵂: فبكيت ليلتين ويومًا حتى ظننت أن البكاء فالق كبدي، قال: فلما استلبث رسول الله ﷺ الوحي دعا أسامة بن زيد وعلي بن أبي طالب ﵄، يستشيرهما في فراق أهله، فقال أسامة بن زيد: يا رسول الله أهلك وما علمنا إلا خيرًا، وقال علي: لم يضيق الله عليك والنساء كثير [سواها] فإن تسل الجارية تصدقك، قالت: فدعا رسول الله ﷺ بريرة فقال: «يا بريرة هل رأيت عن عائشة شيئًا تكرهينه؟» قالت: لا والذي بعثك بالحق ما رأيت عليها أمرًا أغمضه عليها أكثر من أنها جارية حديثة السن تنام عن عجين أهلها فتدخل الداجن فتأكله، قالت: وقد كانت امرأة أبي أيوب قالت لأبي أيوب ﵄: أما سمعت ما تحدث الناس، فحدثته بقول أهل الإفك، فقال: سبحانك ما يكون لنا أن نتكلم بهذا سبحانك هذا بهتان عظيم، فقام رسول الله ﷺ فقال: «يا معشر المسلمين من يعذرني من رجل قد بلغ أذاه في أهلي، والله ما علمت على أهلي إلا خيرًا، ولقد ذكروا رجلًا صالحًا ما كان يدخل على أهلي إلا معي»، فقام سعد بن معاذ ﵁ فقال: أنا أعذرك منه يا رسول الله، إن كان من الأوس ضربنا عنقه، وإن كان من إخواننا من الخزرج أمرتنا ففعلنا أمرك فيه، فقام سعد بن عبادة ﵁، وكان قبل ذلك رجلًا صالحًا ولكن احتملته الحمية، فقال لسعد بن معاذ: كذبت لعمر الله لا تقدر على قتله، فقدم أسيد بن حضير ﵁ -وهو ابن عم سعد بن معاذ- فقال لسعد بن عبادة: كذبت لعمر الله لنقتلنه فإنك منافق تجادل عن المنافقين، فتناور الحيان حتى هموا أن يقتتلوا، فلم يزل رسول الله ﷺ حتى حجز بينهم، قالت: فدخل رسول الله ﷺ علي وعندي أبواي وقد كانت امرأة من الأنصار دخلت علي فهي تساعدني، قالت: فجلس ولم يجلس عندي منذ قيل لي ما قيل، فقال: «أما بعد يا عائشة، فإنه قد بلغني عنك كذا وكذا، فإن كنت بريئة فسيبرئك الله ﷿ ببراءتك، وإن كنت ألممت بذنب فاستغفري الله ﷿ وتوبي إليه» قالت: فلما قضى رسول الله ﷺ مقالته فاض دمعي حتى ما أحس منه قطرة، فقلت لأبي: أجب رسول الله ﷺ فيما قال. فقال: والله ما أدري ما أقول لرسول الله ﷺ. فقلت لأمي: أجيبي رسول الله ﷺ فيما قال، فقالت أمي: وما أدري ما أقول لرسول ⦗٣٦⦘ الله ﷺ، قالت: وكنت جارية حديثة السن [لم] أقرأ كبيرًا من القرآن، فقلت: والله لئن اعترفت لكم بأمر، والله ﷿ يعلم أني بريئة منه لتصدقنني، ولئن قلت: إني بريئة لا تصدقوني، والله ما أجد لي ولكم مثلًا إلا ما قال أبو يوسف: ﴿فصبرٌ جميل والله المستعان على ما تصفون﴾، قالت: ثم تحولت والله –يعني- يعلم أني بريئة، ولشأني كان أصغر في نفسي من أن «ينزل في قرآنًا»، قالت: ولكني كنت أرجو أن يري الله رسوله ﷺ في منامه رؤيا يبرئني فيها، قالت: فوالله ما رام رسول الله ﷺ مجلسه، ولا خرج أحد من أهل البيت حتى أخذته البرحاء قالت: وكان إذا أوحي [إليه] أخذته البرحاء حتى إنه لينحدر منه مثل الجمان من العرق في اليوم الشاتي، قالت: فسري عن رسول الله ﷺ حين سري عنه، فكان أول كلمة تكلم بها قال: «أما الله ﷿ فقد برأك [يا] عائشة» فقالت لي أمي: قومي إلى رسول الله ﷺ. فقلت: والله لا أقوم إليه ولا أحمد على ذلك إلا الله، فأنزل الله جل ذكره: ﴿إن الذين جاءوا بالإفك عصبة منكم﴾ إلى قوله: ﴿سميع عليم﴾، وكان أبو بكر الصديق ﵁ ينفق على مسطح لفاقته وقرابته، فلما تكلم بما تكلم به قال: والله لا أنفق عليه شيئًا أبدًا. فأنزل الله ﷿: ﴿ولا يأتل أولو الفضل منكم والسعة﴾ إلى قوله تعالى: ﴿[ألا تحبون] أن يغفر الله لكم﴾، فقال أبو بكر ﵁: بلى أنا أحب أن يغفر الله تعالى لي، فرجع إلى مسطح ﵁ مثل ما كان ينفق عليه، وسأل رسول الله ﷺ زينب بنت جحش ﵂ قالت: وكانت هي التي تساميني من أزواج النبي ﷺ، فسألها رسول الله ﷺ عني، فعصمها الله تعالى بالورع، فقالت: أحمي سمعي وبصري، ما رأيت عليها شيئًا يريبني، وكانت أخت زينب حمنة تحاربني فهلكت فيمن هلك. هذا حديث صحيح من حديث الزهري مشهور من حديث عطاء الخراساني عنه، رواه عنه غير واحد، غير أن بعضهم أسنده إلى الزهري عن عروة وحده، وبعضهم قال عن عروة وعلقمة، ورواه شعيب بن رزيق أبو شيبة، عن عطاء، فجمع إليهما سعيد بن المسيب في إسناده أيضًا. آخر المجلس وصلى الله على سيدنا محمد وآله.
1 / 33
مجلس آخر أملي يوم السبت غرة شعبان سنة سبع وأربعين وخمسمائة قال:
رواية الزهري عن عطاء الخراساني عن سعيد بن المسيب
٣٠- أخبرنا أبو الفتح إسماعيل بن الفضل بن أحمد السراج، أنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن عبد الرحيم، أنا أبو الحسن علي بن عمر الحافظ، ثنا إبراهيم بن محمد بن إبراهيم الديبلي بمكة في المسجد الحرام، ثنا موسى بن هارون، (ح) قال أبو الحسن: وثنا محمد بن أحمد بن الحسن، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قالا: ثنا عثمان بن أبي شيبة، ثنا طلحة بن يحيى -يعني- الأنصاري من ولد النعمان بن أبي عياش الزرقي، عن يونس بن يزيد الأيلي، عن ابن شهاب عن عطاء الخراساني عن سعيد بن المسيب قال: قام عمر بن الخطاب ﵁ في الناس فنهاهم عن أن يتمتعوا بالعمرة إلى الحج، وقال: «إن تفردوها حتى تجعلوها في غير أشهر الحج، ثم لحجكم وعمرتكم»، ثم قال: «وإني لأنهاكم عنها، ولقد فعلها رسول الله ﷺ وفعلتها معه» .
قال أبو الحسن: تفرد به طلحة عن يونس عن الزهري، وقيل: إن يونس سمعه من عطاء، والله ﷿ أعلم.
رواية عبد الله بن أبي مليكة عن عبيد الله بن أبي يزيد عن ابن عباس ﵄ ٣١- أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد الحداد، ثنا الفضل بن محمد بن سعيد أبو نصر القاساني، ثنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان، أنا محمد بن يحيى المروزي ثنا عبد الأعلى بن حماد النرسي، ثنا عبد الجبار بن الورد، قال: سمعت ابن أبي مليكة يقول: سمعت عبد الله بن أبي يزيد يقول: قال ابن عباس ﵄: قال رسول الله ﷺ: «ليس ليوم فضل على يوم إلا شهر رمضان ويوم عاشوراء» . هذا حديث قريب من حديث ابن أبي مليكة واسمه عبد الله بن عبيد الله بن [عبد ⦗٣٨⦘ الله بن] أبي مليكة زهير بن عبد الله بن جدعان التيمي -كان قاضيًا لابن الزبير على الطائف روي أنه قال: أدركت ثلاثين من أصحاب النبي ﷺ عن عبيد الله بن أبي يزيد وهو طائفي، وكانت وفاة ابن أبي مليكة قبل وفاة ابن أبي يزيد بقليل لا أعلم حدث به عنه غير عبد الجبار بن الورد، واختلف عنه فرواه عون بن سلام عن عبد الجبار بن عمرو بن دينار بدل ابن أبي مليكة عن عبيد الله.
رواية عبد الله بن أبي مليكة عن عبيد الله بن أبي يزيد عن ابن عباس ﵄ ٣١- أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد الحداد، ثنا الفضل بن محمد بن سعيد أبو نصر القاساني، ثنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان، أنا محمد بن يحيى المروزي ثنا عبد الأعلى بن حماد النرسي، ثنا عبد الجبار بن الورد، قال: سمعت ابن أبي مليكة يقول: سمعت عبد الله بن أبي يزيد يقول: قال ابن عباس ﵄: قال رسول الله ﷺ: «ليس ليوم فضل على يوم إلا شهر رمضان ويوم عاشوراء» . هذا حديث قريب من حديث ابن أبي مليكة واسمه عبد الله بن عبيد الله بن [عبد ⦗٣٨⦘ الله بن] أبي مليكة زهير بن عبد الله بن جدعان التيمي -كان قاضيًا لابن الزبير على الطائف روي أنه قال: أدركت ثلاثين من أصحاب النبي ﷺ عن عبيد الله بن أبي يزيد وهو طائفي، وكانت وفاة ابن أبي مليكة قبل وفاة ابن أبي يزيد بقليل لا أعلم حدث به عنه غير عبد الجبار بن الورد، واختلف عنه فرواه عون بن سلام عن عبد الجبار بن عمرو بن دينار بدل ابن أبي مليكة عن عبيد الله.
1 / 37