43

Ламха Фи Шарх Мулха

اللمحة في شرح الملحة

Исследователь

إبراهيم بن سالم الصاعدي

Издатель

عمادة البحث العلمي بالجامعة الإسلامية

Номер издания

الأولى

Год публикации

1424 AH

Место издания

المدينة المنورة

أي: بأمر الله. وقد تكون دالًاّ على ضرْبٍ من النّعت، كقوله - تعالى -: ﴿فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الأَوْثَانِ﴾ أي: الرّجس الوثنيّ. وتكون بمعنى (في) كقوله - تعالى -: ﴿أَرُونِي مَاذَا خَلَقُوا مِنَ الأَرْضِ﴾ . وتقع لابتداء الغاية في الزّمان، كقول امرئ القيس: لِمَنِ الدِّيَارُ بِقُنَّةِ الْحِجْرِ؟ ... أَقْوَيْنَ مِنْ حِجَجٍ وَمِنْ دَهْرِ وكقول الآخر: مِنْ عَهْدِ عَادٍ كَانَ مَعْرُوفا لَنَا ... أَسْرُ المُلُوكِ وَقَتْلُهَا وَقِتَالُهَا". وقال الحريريّ١: "و(من) تأتي في الكلام على أربعة معانٍ: أحدها: أن تقع بمعنى الابتداء المختصّ بالمكان الّتي تقابلها (إلى) الّتي يختصّ بها انتهاء الغاية، كقولك: سرتُ من البصرة إلى مكّة. والثّاني: أن تكون للتّبعيض، كقولك: شربت من النّهر. والثّالث: أن تأتي لتبيين الجنس، كقوله تعالى: ﴿فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الأَوْثَانِ﴾ . الرّابع: أن تأتي زائدة، كقولك: ما جاءني من أحد؛ فإنْ قلتَ: "ما جاءني من رجل" فليست زائدة في هذا الموضع، بل هي جاعلة اسم الشّخص للنّوع، وتنزل منزلة قولك: "ما جاءني أحد" الّذي معناه نفي النّوع.

١ شرح ملحة الإعراب ١٢٤.

1 / 64