Моменты моей жизни: полуавтобиография
لمحات من حياتي: سيرة شبه ذاتية
Жанры
والعجيب أن عبد الله أفندي العربي مات في اليوم نفسه، وكأنه كان يستمهل الموت حتى يبشرني بنجاحي.
كانت مدرسة المنيرة الابتدائية من أعظم مدارس مصر، وكان ناظرنا فيها الرجل العظيم فهمي بك الكيلاني والد المذيعة المتميزة سميرة الكيلاني، وكان لها أخ يزاملنا في المدرسة اسمه سمير، وكان بها أساتذة من أحسن أساتذة المدارس أذكر منهم الأستاذ الشيباني الذي لا أنسى واقعة لي معه، يوم دخل إلى الفصل وكتب على السبورة بضعة أبيات أذكر مطلعها:
انظر لتلك الشجرة
ذات الغصون النضرة
وكان اسم القصيدة «الله» جل جلاله، وألقى بالطباشيرة والتفت إلى التلاميذ وسأل من يستطيع أن يقرأ هذه الأبيات، فرفعت أصبعي، وكنت لطول قامتي أجلس في آخر الفصل، وأوليت ظهري للسبورة وألقيت أبيات القصيدة جميعها، وحين استدرت صفق لي التلاميذ ووجدت الأستاذ مذهولا، وقال لي: ماذا أقول لك يا ابني، ماذا أقول؟ ابن الوز عوام.
وأعطاني الدرجة النهائية.
أذكر أن هذا كان في السنة الثانية الابتدائية، وقد كنت متفوقا في هذه السنة تفوقا لم تشهده حياتي الدراسية قط، لدرجة أنني في أحد امتحانات الفترة كان ترتيبي الخامس، وأعتقد أن هذا التفوق كان نتيجة لرسوبي في السنة الأولى.
ومن المدرسين الذين أذكرهم في مدرسة المنيرة الأستاذ محمد البابلي والد الممثلة الرائعة سهير البابلي، وكان هناك أيضا حبشي أفندي الذي أعتقد أن كل زملائي في مدرسة المنيرة يذكرونه معي، وكان دائما يسأل التلاميذ مين باباتك بس، فيجيب التلميذ حبشي أفندي بس، وفي مرة قال لي: يلعن أبوك. وكان متعودا أن يقولها للتلاميذ ولا يعلقون. أما أنا فاستهولت الأمر ونقلته إلى أبي، وأعتقد أنه كان في ذلك الحين وكيلا لمجلس النواب، وكان من عظماء مصر بشخصيته وبتاريخه الشاهق في ثورة 1919م، ولم يكن محتاجا إلى منصب، فقد كان الجميع يحترمونه ويقدرونه لذاته لا لمنصبه.
وذهب إلى الناظر فهمي بك الكيلاني، وقال ربما يكون ثروت قد أخطأ، فما ذنبي أنا، واستدعى الكيلاني بك حبشي أفندي، وسأله: هل لعنت أبا ثروت؟ فقال: نعم. وقبل أن يغضب أبي استمهله حبشي أفندي ثم نظر إلي: مين باباتك بس. - قلت حبشي أفندي بس.
ونظر إلى أبي: سعادتك لا شأن لك بالموضوع أنا أشتم نفسي.
Неизвестная страница