Моменты моей жизни: полуавтобиография
لمحات من حياتي: سيرة شبه ذاتية
Жанры
من ذكرياتي عن هذه الأيام أن عزيز باشا كلفني أن أحضر بروفات روايته الناصر في الفرقة القومية، لأصحح اللغة العربية للممثلين، وكنت حينذاك طالبا بكلية الحقوق، وهكذا تعرفت بأكبر ممثلي مصر في هذه المناسبة.
وهكذا ازددت قربا من عزيز باشا ومن عفاف، وكنت قد أحسست بوجيب الحب قبل هذا بشهور، وكنا في الإسكندرية وكنت أختلق الأعذار لأزور بيت عزيز باشا الذي كان بالشاطبي في ذلك الحين، وكنا وعفاف نتحدث في الأدب كثيرا مما قوى حجتي أن أحضر لها الروايات التي ظهرت في المكتبات، وكنت أقرأ لها شعر شوقي، وفي عفاف خاصية عجيبة - أو ربما لا تكون عجيبة بالنسبة لها - فإنها تحس بأي كسر أو عيب في عروضي من الشعر بأذنها دون أن تدرس العروض طبعا فقد تلقت أغلب تعليمها في مدارس الفرنسيين، وهي اللغة التي تجيدها كل الإجادة لدرجة أنني أذكر أننا كنا في يوم ما أنا وهي في باريس ووقفنا في أحد مواقف التاكسيات واتصل الحديث بيننا وبين أحد المنتظرين معنا وعرف أننا مسافران إلى مصر، فقال لي أنت تسافر لأنك واضح أنك مصري ولكن لماذا تسافر السيدة. فقد ظن لإتقانها اللغة الفرنسية أنها فرنسية.
في إحدى زياراتي لمنزل الشاطبي جلست أنا وعفاف ورحت أقرأ لها بعض أبيات لشوقي في جزئه الرابع. وفجأة قلت: ما رأيك أقرأ البخت بالشعر. - طيب. - أفتح الديوان وأقرأ البيت الذي يقع عليه نظري دون قصد. - وهو كذلك.
وفتحت الديوان وقرأت فإذا بختها: لا بأس عليك يا حوريتي أنت وأبناؤك حتى يكبروا في خفرتي.
فكأنما كان هذا البيت إيذانا بالزواج.
نجحت في السنة الثانية في كلية الحقوق وكان د. شوقي باشا مديرا للجامعة، وقد تفضل معاليه بأن ينقل إلى أبي درجاتي كلما ظهرت نتيجة علم من العلوم حتى تمت النتيجة كلها ونجحت نجاحا موفقا.
وطبعا كنت قد فاتحت أمي برغبتي في خطبة عفاف ووجدت عندها ترحابا شديدا، فأم عفاف رحمها الله - كما قلت لك - كانت من أحب سيدات العائلة إليها إن لم تكن أحبهن، وعرضت الأمر على أبي فرحب هو أيضا، وهكذا خطب أبي عفاف من عمي عزيز وقال عمي عزيز: هل أجد لها أحسن من ثروت.
فقال أبي: أنا طبعا أعرف حبك لثروت ولكني أريد أن أعرف رأيها هي.
ولعلك تعجب أن عفاف قالت لأبيها أخاف أن يكون فارق العمر بيننا قريبا، وفعلا الفارق بيني وبينها سنتان وبضعة شهور، ربما كان ما قالته هذا خجلا من أبيها أو ما لا أدري من مشاعر المرأة التي أعترف حتى اليوم أنني لست خبيرا بدخائلها، بل وأحسب أنه ليس هناك من هو خبير بشأنها.
وتمت الخطبة وسط أفراح واضحة من خاصة زوجتي ومن خاصتي على السواء، وتم الاتفاق طبعا ألا يكون الزواج إلا بعد أن أحصل على الليسانس .
Неизвестная страница