Моменты моей жизни: полуавтобиография
لمحات من حياتي: سيرة شبه ذاتية
Жанры
وجاءت بعدها وزارة مستقلة يرأسها علي باشا ماهر لم يشترك فيها أحزاب.
ثم ألف بعد ذلك حسن صبري الوزارة، وكان طبيعيا ألا يشترك أبي في وزارته.
ولعل القارئ يدهش أن أبي رغم هذا الذي فعله معه حسن باشا صبري كان دائم المديح له في العلن، ولنا نحن أبناءه والمقربين إليه، فإنني لم أجد أحدا في العالم ولا في التاريخ يفصل بين الحق وبين مشاعره الشخصية، كما كان أبي يفعل.
وبهذه المناسبة أذكر لأبي قصة جديرة بأن تروى، كان المدرس الخاص الذي يدرس لي مادة الرياضة على صلة وثيقة بأسرة وزير وفدي كبير، وكنت خليقا أن أذكر اسم الأستاذ لولا خشيتي أن يكشف اسمه عن شخصية الوزير الوفدي، وهو أمر لا أقبله، فإنني إن فعلته أكون بهذا قد خرجت عن النهج الذي انتهجه أبي، والذي سيتضح لك من هذه القصة، جاء أستاذ الرياضة، وطلب إلى أبي أن يحدد موعدا ليلقاه فيه أخو الوزير الوفدي الكبير، وجاء الأخ والتقى بأبي وإذا به يقدم أوراقا لأبي تثبت أن الوزير الوفدي يأكل أموال إخوته ويغتصبها لنفسه، وطلب الأخ إلى أبي أن ينشر هذه الوثائق في جريدة السياسة التي كان يصدرها حزب الأحرار الدستوريين، وإذا بأبي يقول له: يا ابني نحن لا نحارب خصومنا السياسيين بالإيقاع بينهم وبين إخوتهم وأسراتهم، فهذه الأمور لا تتصل بالسياسة الشريفة، أنا لا أعرف أخاك معرفة شخصية، ولكنني مستعد أن أدعوه إلى بيتي، وأدعوك أنت وإخوتك معه وأصفي ما بينكم من خلافات في جلسة أسرية، أما أن أنشر هذه الخلافات الخاصة فليس من أخلاقنا.
وانصرف أخو الوزير الوفدي ومعه أوراقه.
ونعود إلى حسن باشا صبري.
وحدث أن اختلف السعديون مع حسن باشا صبري، وتركوا الوزارة، وجاء موعد انتخابات الرئاسة لمجلس النواب، وكان رئيس المجلس أحمد باشا ماهر، وكان لا بد أن تجرى الانتخابات حسب النص الدستوري، ورشح حزب الأحرار أبي كما قدمت، وكان نجاح أبي مرجحا.
وفي أثناء حملته الانتخابية، وقبل موعد الانتخابات بيومين، كنا جالسين مع أبي أنا وخالي علي واثنان أو ثلاثة من الأصدقاء وكان باب المكتب مغلقا، ففوجئنا بالباب يفتح بقوة، وتشريفاتي رئيس الوزراء واقفا به، وكان اسمه الأستاذ ميشيل ساويرس، وكان معروفا بأدبه الجم، وكان يعمل مع كل رؤساء الوزراء؛ لأنه لم يكن له شأن بالسياسة مطلقا، وإنما كان خبيرا بشئون وظيفته، صاح ميشيل ساويرس في دربة ومران: دولة رئيس الوزراء.
وقام أبي إلى بهو المنزل، وتبعناه، ورأينا حسن باشا صبري يحتضن أبي وهو يقول: أهلا سعادة رئيسنا العظيم.
ورحب به أبي ودخلا معا إلى حجرة الاستقبال، وأغلقت عليهما الأبواب، وبقي معنا في المكتب ميشيل ساويرس نتحدث في أي شيء ما عدا السياسة.
Неизвестная страница