Ламахат Мин Хаят Ибн Таймийя
لمحات من حياة شيخ الإسلام ابن تيمية
فصل ثم إذا علمتم ذلك، فاعرفوا حق هذا الرجل الذي هو بين أظهركم وقدره، ولا يعرف حقه وقدره إلا من عرف دين الرسول صلى الله عليه وسلم وحقه وقدره. فمن وقع دين الرسول صلى الله عليه وآله وسلم من قلبه بموقع يستحقه، عرف حق ما قام به هذا الرجل بين أظهر عباد الله، يقوم معوجهم، ويصلح فسادهم، ويلم شعثهم، جهد إمكانه، في الزمان المظلم، الذي انحرف فيه الدين، وجهلت السنن، وعهدت البدع، وصار المعروف منكرا، والمنكر معروفا، والقابض على دينه، كالقابض على الجمر، فإن أجر من قام بإظهار هذا النور في هذه الظلمات لا يوصف، وخطره لا يعرف.
فالله الله في حفظ الأدب معه، والانفعال لأوامره، وحفظ حرماته في الغيب والشهادة، وحب من أحبه، ومجانبة من أبغضه وتنقصه ورد غيبته، والانتصار له في الحق.
واعلموا رحمكم الله، أن هنا من سافر إلى الأقاليم، وعرف الناس وأذواقهم وأشرف على غالب أحوالهم، فوالله، ثم والله ثم والله، لم ير أديم تحت السماء مثل شيخكم: علما، وعملا، وحالا، وخلقا، واتباعا، وكرما وحلما. في حق نفسه، وقياما في حق الله عند انتهاك حرماته. أصدق الناس عقدا، وأصلحهم علما وعزما، وأنفذهم وأعلاهم في انتصار الحق وقيامه همة، وأسخاهم كفا، وأكملهم اتباعا لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم.
ما رأينا في عصرنا هذا من تستجلي النبوة المحمدية وسنتها من أقواله وأفعاله إلا هذا الرجل. بحيث يشهد القلب الصحيح أن هذا هو الإتباع حقيقة.
وبعد ذلك كله فقول الحق فريضة، فلا ندعي فيه العصمة عن الخطأ، ولا ندعي إكماله لغايات الخصائص المطلوبة. فقد يكون في بعض الناقصين خصوصية مقصودة مطلوبة، لا يتم الكمال إلا بهاتيك الخصوصية وهذا القدر لا يجهله منصف عارف. ولولا أن قول الحق فريضة، والتعصب للإنسان هوى، لأعرضت عن ذكر هذا -لكن يجب قول الحق- إن ساء أو سر. والله المستعان.
Страница 85