وجاء الحكيم ومثل بين يدي الملك، فحكى له الحكاية، وارتسمت على شفتي الحكيم بسمة أهل العلم والفلسفة، وقال: وهل جاءت المرأة إلى هنا يا مولاي ورأت قصرك وكنوزك وعرشك وحاشيتك وسطوتك؟
قال الملك: لا.
قال الحكيم: إنها لا تعرفك إذن أيها الملك، ولا تعرف كنوزك وقوتك وعظمتك.
قال الملك: وماذا ترى؟
قال الحكيم: أرى أن تدعوها إلى هنا لترى بعينيها؛ فيبهرها هذا الملك العظيم يا مولاي ولا تملك إلا أن تخضع لك.
وسعد الملك بهذا الرأي، وأمر بإقامة حفل كبير ودعاها إلى قصره.
وجلس الملك على كرسيه المذهب العالي، وطاف الحكيم بالمرأة يطلعها على كنوز الملك وقصوره وحاشيته وقوته، ثم ذهب بها إلى الملك.
وانتفخ الملك على عرشه الرفيع العالي الذي يرتفع عن الأرض ارتفاعا يجعل رءوس الناس في مستوى قدميه.
وقال لها: لماذا لم تطيعيني؟
ونظرت إليه في دهشة ولم ترد.
Неизвестная страница