ماء الصبابة من عينيك مسجوم؟
وفي «شرح البغدادي لشواهد شرح الشافية الحاجبية» للرضي ص486:
أعن ترسمت من خرقاء منزلة
ماء الصبابة من عينيك مسجوم؟
على أن الأصل: أأن ترسمت، فأبدلت الهمزة المفتوحة عينا في لغة تميم، قال الشارح: وهذا الإبدال في الأبيات وغيرها شاذ؛ ولهذا لم يذكرها ابن الحاجب، وأقول: سيأتي إن شاء الله تعالى في شروح قوله: «أباب بحر ضاحك هزوق» إن هذا كثير. ا.ه.
ثم تكلم عن معنى مفردات البيت بما هو خارج عما هنا. وذكر في ص280 أنها عنعنة تميم. أما الموضع الذي أحال عليه هنا فهو قوله في ص492: «أباب بحر ضاحك هزوق» على أن أصله: «عباب بحر»، فأبدلت العين همزة، وهذا أشذ مما قبله؛ لأنه لم يثبت قلب العين همزة في موضع. وما نقله عن ابن جني قاله في «سر الصناعة»، وهذه عبارته: «فأما ما أنشده الأصمعي من قول الراجز: «أباب بحر ضاحك هزوق»، فليست الهمزة فيه بدلا من عين «عباب» وإن كان بمعناه، وإنما هو «فعال» من أب إذا تهيأ، قال الأعشى:
وكان طوى كشحا وأب ليذهبا
وذلك أن البحر يتهيأ لما يزخر به؛ فلهذا كانت الهمزة أصلا غير بدل من عين، ولو قلت: إنها بدل منها، فهو وجه وليس بالقوي.» انتهى.
ومفهومه أن إبدال العين همزة ضعيف لقلته، وإليه ذهب ابن مالك، قال في «التسهيل»: «وتبدل الهمزة قليلا من الهاء والعين.» ومثل شراحه بالبيت. ولم يقيده الزمخشري في «المفصل» بقلة، بل قال: الهمزة أبدلت من حروف اللين ومن الهاء والعين، ثم مثل إلى أن قال: فإبدالها من الهاء في ماء وأمواء، ومن العين في قوله: «أباب بحر ...» البيت. نعم تفهم القلة من ذكره أخيرا بالنسبة إلى ما قبله، ولم يقيده بشيء شارحه ابن يعيش، وإنما قال: «أبدل الهمزة من العين لقرب مخرجيهما، كما أبدلت العين من الهمزة في نحو: «أعن ترسمت ...» البيت، فليس في هذا شذوذ فضلا عن الأشذية، وتوجيه الشارح بالأشذية بما قاله تبعا للمصنف ممنوع، فإنه جاءت كلمات كثيرة.
وقد ذكر له ابن السكيت في كتابه «القلب والإبدال» بابا، وكذا عقد له فصلا أبو القاسم الزجاجي في «أماليه الكبرى».
Неизвестная страница