وقد وصف ابن ميسر مجلس شراب الأفضل، وقال: إنه كان يشتمل على تماثيل لثمان جوار متقابلات: أربع منهن بيض من كافور، وأربع سود من عنبر، وكن مرتديات أفخر الثياب، وممسكات بالجواهر الكريمة ومتزينات بالحلي الثمينة،
3
مما يذكر ببيت الذهب الذي شيده خمارويه وطلى حيطانه بالذهب، وجعل فيه تماثيل حظاياه، والمغنيات اللاتي تغنيه، وجعل على رءوسهن الأكاليل من الذهب وزينهن بأصناف الجواهر.
4
ومما كتبه ابن ميسر في وصف ما خلفه الأفضل أن الخليفة الآمر أخذ في نقل ما بدار وزيره إلى القصر، واستمر ذلك مدة شهرين وأيام، وذكر العامل على خزانة القصر أن ما وجد في دار الأفضل ستة آلاف وأربعمائة ألف دينار، وورق قيمته مائتا ألف وعشرون ألف دينار، وسبعمائة طبق فضة وذهب، ومن الصحاف والمشارب والأباريق والقدور والزبادي والقطع من الذهب والفضة المختلفة الأجناس ما لا يحصى كثرة، ومن براني الصيني الكبار المملوءة بالجواهر التي بعضها منظوم كالسبح، وبعضها منثور شيء كثير، ووجد له من أصناف الديباج تسعون ألف ثوب، وثلاث خزائن كبار مملوءة صناديق، كلها دبيق وشرب عمل بتنيس ودمياط، على كل صندوق شرح ما فيه وجنسه، ووجد له من المقاطع، والستور، والفرش، والمطارح، والمخاد، والمساند، والديباج، والدبيق الحرير، والذهب على اختلاف أجناسها أربع حجر، كل حجرة مملوءة من هذا الجنس.
5
بينما كتب ابن خلكان أن الأفضل خلف من الأموال ما لم يسمع بمثله، ومما تركه خمسة وسبعون ألف ثوب من الديباج، وثلاثين راحلة من أحقاق الذهب العراقي، ودواة ذهبية فيها جوهر قيمته اثنا عشر ألف دينار، وخمسمائة صندوق من الأقمشة النفيسة المنسوجة في تنيس ودمياط، ومائة مسمار من ذهب في عشرة مجالس له، وعلى كل مسمار منديل مذهب بلون من الألوان، وكان الأفضل يلبس منها ما يشاء.
6
وكتب الأبشيهي أن الأفضل «لما مات في شهر رمضان سنة (515ه) خلف بعده مائة ألف ألف دينار، ومن الدراهم مائة وخمسين أردبا، وخمسة وسبعين ألف ثوب ديباج، ودواة من الذهب، قوم ما عليها من الجواهر والياقوت بمائتي ألف دينار، وعشرة بيوت في كل بيت منها مسمار ذهب قيمته مائة دينار، على كل مسمار عمامة ملونة، وخلف كعبة عنبر يجعل عليه ثيابه إذا نزعها، وخلف عشر صناديق مملوءة من الجوهر الفائق الذي لا يوجد مثله، وخلف خمسمائة صندوق كبار لكسوة حشمه، وخلف من الزبادي الصيني والبلور المحكم وسق مائة جمل، وخلف عشرة آلاف ملعقة فضة، وثلاثة آلاف ملعقة ذهب، وعشرة آلاف زبدية فضة كبار وصغار، وأربع قدور ذهبا، كل قدر وزنها مائة رطل، وسبعمائة جرام ذهبا بفصوص زمرد، وألف خريطة مملوءة دراهم خارجا عن الأرادب، في كل خريطة عشرة آلاف درهم، وخلف من الخدم والرقيق، والخيل، والبغال، والجمال، وحلي النساء ما لا يحصي عدده إلا الله تعالى، وخلف ألف حسكة
7
Неизвестная страница