Всеобщие основы медицины

Аверроэс d. 595 AH
32

Всеобщие основы медицины

الكليات في الطب

Жанры

فنقول ان حد المرض مفهوم من حد الصحة اذ كان مقابله ولما كانت الصحة هي حال في العضو بها يفعل الفعل الذي له بالطبع او ينفعل الانفعال الذي له لزم ضرورة ان يكون المرض حالة في العضو بها يفعل على غير المجرى الطبيعي او ينفعل وقد ينبغي ان نفعل اولا في تعرف انواع المرض ما فعلنا في تعرف انواع الصحة فنعرف اولا ما هي هذه الحال وانواعها ونعطي اسباب جميع ذلك ثم نعرف بعد ما الافعال التي تكون على غير المجرى الطبيعي وما الانفعال وهو المسمى عند الاطباء عرضا فانا ايضا متى فعلنا ذلك نكون قد احطنا علما بالامراض لجميع الاسباب الاربعة وهي غاية المعرفة بالشي والوقوف على جميع ذلك كما قلنا يكون مما تقدم من معرفة الصحة فان انواع المرض معادة لانواع الصحة ومفهومة منها وان كان يظن ان كثيرا من انواع الامراض اعرف من انواع الصحة لان كثيرا من الامراض لها اسما وليس للصحة المقابلة لواحد واحد منها اسم لاكن لا سبيل هنا الى معرفة الامراض بيقين الا بمعرفة مقابلها ولذلك قيل ان علم الاضداد واحد فنرجع فنقول لما كانت الحال الصحية في العضو صنفين اما مزاج وذلك في الاعضاء المتشابهة واما تركيب وذلك في الاعضاء الالية وجب ان نقسم الامراض اولا الى هذين القسمين فنبتدي نحن فنعرف اولا امراض الاعضاء المتشابهة الاجزاء ونعطي اسبابها الفاعلة والمادية ثم نعرف بعد ذلك انواع امراض التركيب ونعطي ايضا اسبابها فنقول لما كانت الاعضاء المتشابهة الاجزاء انما تفعل او تنفعل على المجرى الطبيعي متى كانت مقادير الحرارة كذا والبرودة والرطوبة واليبوسة فيها هي مقادير صنف صنف من اصناف الامزجة الصحية التي عددت في كتاب الصحة لزم ان تكون امراض هذه الاعضاء انما هي خروجها عن تلك المقادير في كيفية واحدة او اثنتين مما يتركب فتكون اصناف امراض هذه الاعضاء ثمانية اما حارة واما باردة واما رطبة واما يابسة واما حارة رطبة واما حارة يابسة واما باردة رطبة واما باردة يابسة وهذه الاصناف من الامراض انما توجد اولا للاعضاء المتشابهة الاجزاء وثانيا للمركب من جهة المتشابهة وذلك كالحال في المزاجات الصحية وهذه الاصناف الثمانية منها مادية ومنها غير مادية الا انه يعسر تصور مرض مادي مفرد بل انما الامراض المادية مركبة وينبغي ان نصير الى اعطاء اسبابها فنقول اما الامراض المادية فاسبابها هي الاخلاط الاربعة اذا خرجت عن الاعتدال اما في كيفيتها واما في كميتها وسبب خروجها في كيفيتها وكميتها يكون اما من قبل الهيولي واما من قبل الفاعل وذلك ان الاعضاء انما تكون على امزجتها الصحية اذا كان ما يصل اليها من الدم موافقا في الكمية والكيفية وانما يكون بهذه الحال متى كانت الاعضاء الفاعلة للغذا على امزجتها الصحية وكانت الاغذية التي ترد البدن اغذية طبيعية واستعملت بالمقدار الذي ينبغي وفي الوقت الذي ينبغي وعلى الترتيب الذي ينبغي واما اذا كانت الاغذية غير طبيعية واستعملت على غير المقدار الذي ينبغي وفي غير الوقت الذي ينبغي فانها ليس تكون فقط اسبابا هيولانية لتولد مثل هذه الاخلاط في البدن بل وتكسب للاعضاء الفاعلة للغذا سو مزاج حتى يكون تولد الاخلاط الخارجة عن الطبع من جهتين من قبل الهيولي والفاعل وقد تكون الاغذية طبيعية وتستعمل على المجرى الطبيعي وتكون الاشياء التي من خارج تكسب الاعضاء الفاعلة سوء مزاج موافق لتوليد خلط منها والاشياء التي من خارج /هي مثل الاهوية والمهن وغير ذلك وقد يجتمع الامران جميعا وحينئذ اعظم ما يكون تولد امثال هذه الاخلاط وخروجها في الكمية والكيفية وقد يكون ذلك من رداة مزاج اصلي في خلقة الاعضاء الفاعلة للغذا وكثيرا ما يكون سبب هذا المزاج الاباء اذا كانت امزجتهم منحرفة وبهذه الاستعدادات الاول التي في الخلقة ترى كثيرا من الناس متشابهين في الخلقة الظاهرة وفي التدبير ويختلفون فيما يصيبهم من كثرة الامراض وقلتها وفي طول العمر وقصره واذ قد تبين اسباب حدوث هذه الاخلاط باطلاق فينبغي ان ننظر كيف حدوث واحد واحد منها وكم هي الامراض التي تتولد عنه.

~~في اسباب الامراض الحارة اليابسة المادية

Страница 107