خرجت راشيل إلى المطبخ حيث كانت إلايزا تقوم بالحياكة، وفتحت باب غرفة نوم صغيرة وقالت: «تعالي معي يا ابنتي؛ لدي شيء أقوله لك.»
تورد الدم في وجه إلايزا الشاحب؛ وانتصبت وهي ترتعد من الخوف والقلق، ونظرت تجاه الصبي.
قالت روث الصغيرة وهي تندفع نحوها وتمسك بيديها: «لا، لا. لا تخافي أبدا؛ إنها أخبار سارة يا إلايزا - ادخلي، ادخلي!» ثم دفعتها برفق نحو الباب الذي أغلق خلفها، ثم استدارت وأخذت هاري الصغير بين ذراعيها وبدأت تقبله.
ظلت تردد: «سوف ترى والدك يا صغيري، أتعرفه؟ والدك قادم.» وكان الصبي ينظر إليها متعجبا.
في تلك الأثناء، وخلف الباب المغلق، كان هناك مشهد آخر تدور أحداثه. اقتربت راشيل هاليداي من إلايزا وقالت: «لقد أنزل الرب رحماته عليك يا ابنتي؛ لقد هرب زوجك من منزل العبودية.»
تورد الدم في وجنتي إلايزا، فلمعتا فجأة، ثم عاد الدم مرة أخرى إلى قلبها بسرعة كبيرة. جلست إلايزا ووجها شاحب وقد خارت قوتها.
قالت راشيل وهي تمسك بيديها: «تشجعي يا طفلتي. إنه بين أصدقاء لنا وسيجلبونه إلى هنا قريبا.»
رددت إلايزا قائلة: «قريبا! قريبا!» لم تجد الكلمات طريقا إلى فمها؛ كان عقلها شاردا ومشوشا، وسادت غشاوة أمام عينيها للحظة.
لكن كان هناك صوت أقدام على الممشى في الخارج وصوت طرقات خفيفة على الباب؛ وفي لحظات كانت إلايزا بين ذراعي زوجها، وكانت دموع فرحته تجري على وجنتيه.
وفي صباح اليوم التالي كانوا جميعا يجلسون على طاولة الإفطار، ورغم أنها كانت المرة الأولى التي جلس فيها جورج هاريس إلى طاولة رجل أبيض، إلا إنه كان يتصرف بنفس النبل واللباقة التي يتمتع بها من هم حوله.
Неизвестная страница