اجلس عن يميني أيها المخلص الأمين!
كولومب :
لا أجلس قبل أن تظهر براءتي أمام سيدي، فمر لي بالكلام.
الملك :
لقد ظهرت لنا براءتك ولا حاجة إلى البرهان، ولكن تكلم.
كولومب :
ظلمت يا مولاي، ولكن الالتفات الملوكاني العظيم أنساني كل شيء، أنا لم أفعل إلا كل ما به خير المملكة، خاطرت بحياتي، كدت أقتل من رفاقي، كدت أغرق، تحملت الجوع والبرد، لم يبق خطر ولم أقع به، ومع ذلك لم أخرج عن دائرة الواجب، حصلت للمملكة شرفا ومالا وجاها؛ ولذلك يعز علي أن أسلم إلى الحساد القساة ليفعلوا بي ما يشاءون وتشاء أهواؤهم، إذا قضت علي الظروف أن أعامل الشعب بالقسوة فذاك لأن القسوة واجبة، ولولا ذلك لم أثبت في تلك البلاد البربرية، فأين بوفاديليا وأين من شكاني إليك؟ لماذا حكم علي بالإعدام؟ ولماذا لم يحاكمني؟ العدل العدل! لا أطلب غير العدل، فإذا استحققت الموت، فأنا أقبله بكل طوع واختيار.
الملك :
مهلا فقد قضينا بإسقاط بوفاديليا جزاء خيانته، وأنت لا تستحق عندنا غير التجلة والإكرام، وكل ما وعدناك به من الإنعامات، نزيد عليها ما ستراه أيها الأميرال.
كولومب :
Неизвестная страница