فرنسيس :
إخوتي، لقد ملأت آذان إسبانيا أخبار تعاستكم وشقائكم في هذه البلاد الوافرة الثروة الغنية بخصبها ومعادنها. عجبا يحدثون عن هذه الأرض بأن تربتها ذهبية وببقعة منها ما لا يوجد في جميع خزائن الملوك. لقد أصبحتم في هذه الحال:
كالعيس في البيداء يقتلها الظما
والماء فوق ظهورها محمول
فوالله إن مصيركم يستنزف الدموع ويستبكي الصخور، تركتم بلادكم طمعا بالثروة الوافرة فاشتهيتم الكسر التي تملئون بها أجوافكم، فما هذا المصير؟ وكيف تصبرون على الضيم؟ لا شك أنكم جبناء، لقد بلغ مسامع الملك أنينكم الجارح وتذمركم من تصرفات كولومب السيئة؛ فأرسلني إلى هذه الأقطار لأتولى الفحص عما أجراه ويجريه هذا الرجل حتى إذا ثبت عليه كل ما نسب إليه أدبته تأديبا يستحقه كل ظالم ناكر للجميل. اخرج أيها الجندي وأحضر دياكو شقيق كولومب.
رجل :
بلساني ولسان الجالية الإسبانية أرحب بك يا من أتيت لإنقاذنا من مخالب الظلم، وبراثن الاستبداد.
فرنسيس :
وقد بلغني أن كولومب قد شنق ثمانية من إخوتنا الإسبانيول ولم يزل ثمانية في أعماق السجون ينتظرون الساعة الرهيبة، فهذا الأمر أرعد فرائصي، يا لها من فظاعة بربرية! ألأنهم ثاروا عليه يطلبون قوتهم يقضي بشنقهم؟ ما هذه العدالة؟! إن نيرون لم يحلم بهذا الظلم، ولم يخطر لفرعون على بال!
رجل :
Неизвестная страница