والغنى أن تملك من الدنيا، ولكن أحسن الغنى أن تهنأ في الدنيا.
لويز
هوامش
الفصل الثامن
الحظ
قال «الشيخ علي»: وإن في نفسي أشياء من كلمة بين الكلام، قد ضل بها الناس ضلالا بعيدا، لا أعرف كيف استحدثت، ولا من أين انصبت على الدنيا، وقد خرج الناس من أن يهتدوا فيها إلى حقيقة مخلصة؛ إذ لم توضع في لغاتهم موضع شرح وإبانة، ولكن موضع غموض وإبهام.
ويا عجبا للإنسان! كيف اهتدى إلى التعبير عن المعاني الإلهية، التي يكون المعنى الواحد منها تاريخا طويلا لقدر من الأقدار المستكنة في غيب الله من لدن يقضى إلى يوم يقع، وكيف تلقى في نفس الإنسان معاني الغيب فيردها ألفاظا يحمل منها السماء بأفلاكها على بضعة أحرف!
1
على أن أعجب ما فيه أن يعبر عما تناله قوته بألفاظ صريحة خالصة لا لبس فيها ولا اختلاط، فإذا انتهى إلى ما يضعف عنده أو يعجز دونه أشار إليه بحروف مبهمة لا يكون لها في نفسه من الدلالة الغامضة أكثر مما يدل المجهول على أنه مجهول؛ فالإنسان متى أحس القوة رأيته كأنما يحاول أن يسمع السماء بطنين ألفاظه المكشوفة عن معانيها أنه موجود على الأرض، ويحاول أن يظهر للأرض بصراحة هذه الألفاظ أن له إرادة تعمل مع الأقدار في تسخير الطبيعة، ولكنه عند العجز والضعف، وعندما يتخيل صفات من القوة الأزلية ولا يحسها، تراه يرسل الكلمة الخفية التي تشير إلى كبريائه بشيء من الصراحة اللغوية المحدودة، وإلى ضعفه وعجزه بإبهامها المطلق، فما إن تزال في هذا الوجود اللغوي خالية من المعنى على وجه التعيين والنص، حتى يقع بها قدر من الأقدار فيكون هو معناها.
2
Неизвестная страница